انتشر جنود جزائريون في جبال عين الدفلى الأسبوع الماضي، في إطار عملية لاحتواء الخطر القائم الذي يمثله متطرفون بعد أن شنوا هجوما جديدا الشهر الفائت.
وبعد مرور عقدين من الزمان على انتهاء سيل الدماء؛ تم احتواء القسم الأعظم من الخطر الذي يمثله المسلحون في الجزائر. غير أن رجال تنظيم القاعدة وجماعات أخرى أحدها فرع تنظيم داعش لا يزالون صامدين في بعض المناطق النائية، أغلبهم في المنطقة الحدودية الصحراوية مع دولتي مالي والنيجر.
وتستهدف العملية المُنفذة في عين الدفلى مجموعة صغيرة يعتقد الجيش أن أفرادها يختبئون في الجبال الواقعة على مسافة 180 كيلومترا غربي العاصمة الجزائر.
وقال الجيش إن هذه المجموعة انفصلت عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال، أحد أقدم التنظيمات المسلحة التي تعتنق الفكر المتشدد في الجزائر، التي سبقت تنظيم القاعدة. وقال ضابط برتبة نقيب "هدفنا هو ضبط مجموعة من الإرهابيين في هذا المحيط ومحاصرتهم وتصفيتهم".
وسار طابور هذا الضابط المؤلف من خمس عربات عبر الأرض القاحلة مستخدما أجهزة تشويش لمنع المسلحين من استخدام الهواتف المحمولة في تفجير عبوات ناسفة.
وفي الطقس الممطر استغرق الطابور ساعتين تقريبا لقطع مسافة 50 كيلومترا فقط على امتداد دروب أرضها طينية تحت قمة جبل الونشريس الذي يبلغ ارتفاعه 2000 متر. دوت طلقات من عيار كبير في المشهد الفسيح. كان الجنود يطلقون النار على مناطق لم يستطيعوا الوصول إليها. وقال ضابط برتبة عقيد: "الهدف من هذه الطلقات هو تطهير مناطق ربما يكون الإرهابيون مختبئين فيها".
وتحول التركيز الأمني الرئيسي في الجزائر في السنوات الأخيرة من الخطر الداخلي الذي تفشى في فترة من الفترات في المناطق الريفية والمدن ذات الكثافة السكانية العالية إلى المناطق الحدودية مع دول غير مستقرة.
وقال مصدر أمني عن الجماعات المسلحة التي لا تزال موجودة في الجزائر: "هي بأعداد صغيرة ولذا تحتاج لاصطيادها واحدة واحدة".
ورغم أن بعض المسلحين لا يزالون في مناطق مثل عين الدفلى؛ فحياة الريف التقليدية مستمرة في المنطقة. وفي يناير كانون الثاني الماضي سقط ثلاثة قتلى من الجنود وستة من المسلحين في اشتباكات في منطقة تيبازة بين عين الدفلى والعاصمة الجزائرية. وكان ذلك حدثًا نادر الحدوث نسبيا في الآونة الأخيرة في حرب المتشددين التي انتقلت في أغلبها إلى عمق الصحراء.
ووجد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب أقوى الجماعات المسلحة العاملة في شمال إفريقيا مساحة أكبر للمناورة في حركات التمرد التي تهز مالي والنيجر.
ولقي زعيم التنظيم السابق عبد الملك دروكدال حتفه في مالي العام الماضي. ومن المعتقد أن الجزائري أبو عبيدة يوسف العنابي الذي خلفه في زعامة التنظيم يتمركز في مالي.
ويسعى التنظيم الذي تأسس عام 2007 لإقامة الحكم الإسلامي لكنه لم يشن أي هجمات كبرى منذ الهجوم الذي وقع عام 2013 على محطة غاز في الصحراء وسقط فيه 40 قتيلا من العمال وأكثر من 20 مسلحا.
وفي العام الماضي قالت وزارة الدفاع إنها قتلت 21 مسلحا من المتشددين في الجزائر. ووفقا لتعديلات دستورية تمت الموافقة عليها في استفتاء العام الماضي سيتمكن الجيش مستقبلا من العمل فيما وراء حدود الجزائر في بعض الحالات.