الجمعة 20 Sep / September 2024

تحركات معاكسة.. قمتان أميركية-إفريقية وأوروبية-آسيوية بمواجهة الصين وروسيا

تحركات معاكسة.. قمتان أميركية-إفريقية وأوروبية-آسيوية بمواجهة الصين وروسيا

شارك القصة

شرح أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن المومني خلفيات القمم الدولية الأخيرة في مواجهة الصين وروسيا (الصورة: غيتي)
تأتي القمتان في إطار تغيير موازين القوى السياسية والتنافس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة وأوربا في مواجهة الصين وروسيا.

يعقد قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء في بروكسل قمة مع نظرائهم من رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) بهدف "إعادة ربط" أوروبا بواحدة من أكثر المناطق حيوية في العالم التي أصبحت الشريك التجاري الرئيس للصين.

وتأتي القمة تزامنًا مع انعقاد قمة أميركية- إفريقية في واشنطن، بهدف تعزيز العلاقات مع القارة السمراء في ظل المواجهة مع الصين وروسيا.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن المومني في حديث سابق إلى "العربي"، أن هذه القمم هي جزء مما يسمّى التغيير في موازين القوى السياسية، والنزعة التغييرية التنافسية التي تعصف بالعالم، والتي يسيطر عليها التنافس الجيوسياسي.

ويخيّم ظل الصين على قمة أوروبا وآسيان التي بدأت عند الساعة 13:00 (12:00 بتوقيت غرينتش)، بحضور جميع رؤساء دول وحكومات أعضاء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين، باستثناء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يتوجه إلى الدوحة اليوم لدعم منتخب بلاده في مواجهة المغرب في نصف نهائي مونديال قطر 2022.

ورغم أن الصين غير مدرجة رسميًا على جدول الأعمال، إلا أنها تُشكّل موضوعًا رئيسًا في  المحادثات، إذ إن تهديدات بكين لتايوان وحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، الطريق البحري المهم، موضوعان ذوا اهتمام مشترك.

وتصطدم مطالب بكين الإقليمية في بحر الصين الجنوبي مع مطالب العديد من أعضاء آسيان؛ كما يشكّل جنوب شرق آسيا مسرح تنافس متزايد بين الولايات المتحدة والصين اللتين تتنافسان على النفوذ الاقتصادي والأمني.

"شراكة ورؤى مشابهة"

وأكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، منظّم اللقاء، أن "اجتماع الاتحاد الأوروبي وآسيان سيتيح لنا فرصة التحدث عن شراكتنا الإستراتيجية ومناقشة قضايا مهمة ذات الاهتمام المشترك، لا سيما التحديات الأمنية والاتصالات والتجارة والتحول البيئي والرقمي والأمن الغذائي".

وقال: "أنا واثق من أن هذا الالتزام سيكون الأول ضمن التزامات كثيرة منتظمة لمنطقتينا ذات الرؤى المتشابهة".

وأكد مسؤول أوروبي أن الأمر يتعلق خصوصًا بتعزيز العلاقات القائمة، حيث تقيم المنطقتان والمنظمتان علاقة منذ 45 عامًا و"الروابط متينة".

وتأسّست آسيان عام 1967، في إطار التعاون الإقليمي بشكل مشابه للمشروع الأوروبي، وتجمع كلًا من إندونيسيا، وماليزيا، وسنغافورة، وتايلاند، والفلبين، وبروناي، وفيتنام، ولاوس، وكمبوديا، وبورما. ولن تحضر هذه الأخيرة إلى بروكسل لأن المجموعة العسكرية الحاكمة استُبعدت عن المنظمة منذ الانقلاب في فبراير/ شباط 2021.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن شارك بنفسه في قمة آسيان في بنوم بنه في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وستركز معظم المحادثات في قمة بروكسل على الأزمة جراء الحرب الروسية في أوكرانيا ذات العواقب الاقتصادية العالمية.

وأوضح العديد من المسؤولين الأوروبيين في بروكسل أن الأوروبيين يريدون "زيادة وعي" شركائهم في جنوب شرق آسيا، و"الحصول على إدانة لروسيا" الساعية إلى الالتفاف على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها مجموعة السبع.

وستكون التجارة من المحاور الأساسية في القمة. وذكّر مسؤول ألماني بأنّ الاتحاد الأوروبي شريك مهم لدول آسيان، لكن "الصين أكثر أهمية بالنسبة لها من حيث التجارة، أكثر من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

وأكد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أنّ نحو 10 مليارات يورو من أموال الاتحاد مخصّصة للاستثمار في دول المنطقة، وجرى إعداد قائمة بالمشاريع للقمة.

وأشاروا إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يسعى إلى "تنويع الموردين له بهدف تأمين جميع إمداداته"، و"يرفض منطق مناطق النفوذ".

وتؤيد دول آسيان الممزّقة بين الصين والولايات المتحدة هذا النهج. وأشار أحد المسؤولين الأوروبيين إلى أنّ "القمة تُعقد في الوقت المناسب".

القمة الأميركية-الإفريقية 

وفي الولايات المتحدة، تتواصل أعمال القمة "الأميركية- الإفريقية" لليوم الثاني على التوالي في واشنطن بحضور نحو خمسين من قادة دول القارة الإفريقية.

وتركّز القمة في يومها الثاني على زيادة التجارة والاستثمار في الاتجاهين بين الجانبين، وبالتوازي، سيشهد منتدى الأعمال الأميركي-الإفريقي اجتماع رؤساء تنفيذيين وقيادات القطاع الخاص من أكثر من 300 شركة أميركية وأفريقية مع رؤساء الوفود لتحفيز الاستثمار في قطاعات حيوية كالصحة والبنية التحتية والطاقة.

وفي مستهل القمة أمس الثلاثاء، حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن القادة الأفارقة من أنّ الصين وروسيا تلعبان دورًا "مزعزعًا للاستقرار" في القارة مع تنامي نفوذهما.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن الإستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه إفريقيا تتلخص بكلمة واحدة هي "شراكة".

وقبيل انطلاق القمة، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان التزام واشنطن بتقديم 55 مليار دولار لإفريقيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وبتعيين ممثل خاص تناط به مهام تنفيذ البرامج المعتمدة خلال القمة.

كما أعلنت الإدارة الأميركية عن منح 4 مليارات دولار بحلول عام 2025 للتوظيف وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية في إفريقيا بعد جائحة كوفيد 19.

ومن المقرر أن يتحدث الرئيس الأميركي أمام القمة، كما سيُشارك في منتدى الأعمال الأميركي-الإفريقي، حيث يُرجّح أن يؤكد في كلمته، على ضرورة تعزيز دور القارة الإفريقية على الساحة الدولية عبر منحها مقعدًا في مجلس الأمن الدولي، وتمثيل الاتحاد الإفريقي في قمة مجموعة العشرين بشكل رسمي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
Close