بعد مقتل الجندي الأيرلندي جنوبي لبنان.. ميقاتي يتعهد بمحاسبة المتورطين
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، الجمعة، أن التحقيقات مستمرة لمحاسبة مرتكبي حادثة إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل جندي إيرلندي.
وليلة الأربعاء، قُتل جندي من الكتيبة الإيرلندية العاملة ضمن قوات "اليونيفيل"، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح جراء "حادثة" تخلّلها إطلاق رصاص على عربة مدرّعة أثناء مرورها في منطقة العاقبية، خارج منطقة عمليات قوات حفظ السلام في جنوب لبنان.
وزار ميقاتي وقائد الجيش اللبناني جوزف عون، صباح الجمعة، مقر قوّة الأمم المتّحدة الموقّتة في لبنان (يونيفيل) في الناقورة جنوب لبنان، حيث التقيا القائد العام لقوات اليونيفيل اللواء أرولدو لاثارو.
وقال ميقاتي إثر اللقاء إن "التحقيقات مستمرة لكشف ملابسات الحادث، ومن الضروري تحاشي تكراره مستقبلًا، ومن تثبت إدانته سينال جزاءه".
تنسيق مستمر
وإذ أعرب عن تقديره العميق للعمل الذي تقوم به قوات "اليونيفيل"، جنبًا إلى جنب مع الجيش اللبناني للحفاظ على السلام والاستقرار في الجنوب، أكد ميقاتي أن "البيئة التي يعمل فيها الجنود الدوليون بيئة طيبة".
بدوره، ثمّن قائد الجيش تضحيات عناصر اليونيفيل الشريك الاستراتيجي للجيش في المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب، مؤكدًا استمرار التنسيق والتعاون بينهما.
وبينما يُحقّق القضاء العسكري اللبناني في الحادثة، لم تُحدّد قوات "اليونيفيل"، في بيانها، ملابسات الحادث بالتحديد، مؤكدة أنها فتحت تحقيقًا بدورها.
فيما أورد الجيش الإيرلندي أمس أن عربتين مدرعتين وعلى متنهما ثمانية أفراد، تعرضتا "لنيران من أسلحة خفيفة" أثناء توجّههما إلى بيروت.
الأجهزة الأمنية تطارد مشتبهًا بهم
وأفاد مصدر قضائي وكالة "فرانس برس" أن الجندي الأيرلندي أصيب برصاصة في رأسه عندما كان في الآلية ما أدى إلى "وفاته على الفور".
وأضاف المصدر أن العربة ارتطمت إثر ذلك "بعمود حديدي، ثم انقلبت ما أدى إلى إصابة العناصر الثلاثة الآخرين"، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية اللبنانية "تطارد" أشخاصًا يُشتبه بتورطهم في الحادثة.
من جهته، أوضح خليل نصرالله، الصحفي اللبناني، في حديث سابق إلى "العربي"، أن المعلومات المؤكدة تُظهر أن إطلاق النار حصل خلال الإشكال، أي أنه لم يكن هناك كمين مسلّح كما حاولت بعض الأوساط الإعلامية العالمية الترويج له على حد تعبيره.
وشرح أن بعض المعلومات تتحدّث عن أن أحد الجنود في الكتيبة الإيرلندية أطلق النار خلال الاشتباك، ما أدى إلى تطوّر الأمر، وهو ما ستكشفه لاحقًا التحقيقات القضائية.
وبين الحين والآخر، تحصل إشكالات بين دوريات تابعة لـ"اليونيفيل" ومناصري "حزب الله" في المنطقة الحدودية، لكنها نادرًا ما تتفاقم وسرعان ما تحتويها السلطات اللبنانية.
وسارع "حزب الله" إلى تقديم التعازي لقوات "اليونفيل"، فيما وصف مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا الحادث بـ"غير المقصود"، داعيًا إلى عدم "إقحام" الحزب فيه بل ترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق.