نسبة مشاركة ضئيلة في انتخابات تونس.. ما انعكاساتها على مشروع قيس سعيد؟
أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أن نسبة الإقبال الأولية في الانتخابات البرلمانية التي جرت اليوم السبت بلغت 8.8% فقط، مشيرًا إلى أن نحو 803 آلاف شخص أدلوا بأصواتهم وفقًا للأرقام الأولية الرسمية.
وقاطعت معظم الأحزاب السياسية الانتخابات، رافضة الأساس الدستوري للتصويت، وانتقدت قانون الانتخاب الذي يحكمها.
وتعليقًا على ذلك، طالبت جبهة الخلاص الوطني المعارضة في تونس الرئيس قيس سعيد بالاستقالة، وقالت إنه فقد الشرعية بعد النسبة الأولية الضعيفة للإقبال في الانتخابات البرلمانية.
إقبال ضعيف
ويسعى الناخبون بعد إجراء انتخابات الخارج الخميس الماضي، لاختيار 161 عضوًا بمجلس النواب، وبذلك سيحل محل البرلمان السابق الذي جمّد أعماله الرئيس قيس سعيّد في 25 يوليو/ تموز 2021 وحلّه لاحقًا، بعد اتخاذ إجراءات منتحته الاستفراد بالسلطة.
وأفاد مراسل العربي في تونس بأنه قد تم غلق مراكز الاقتراع الخاصة بالانتخابات البرلمانية التونسية، وسط إقبال ضعيف من قبل الناخبين مقارنة بالاستحقاقات الانتخابية السابقة.
وقال الصحافي في جريدة الشروق هادي الطرشوني، في حديث إلى "العربي": "هذا الاستحقاق يأتي في ظل مسار متعفن، وسط قنبلة اجتماعية قابلة للانفجار في ظل أزمة اقتصادية وسياسية".
وكان سعيّد دعا التونسيين إلى التصويت للانتخابات، "وقطع الطريق على الذين نهبوا البلاد" حسب وصفه.
وقالت مراسلة "العربي" من صفاقس، أميرة مهذب: نسبة التصويت عكست العزوف عن الإقبال على اختيار ممثلي البرلمان المرتقب، وخاصة أن صفاقس هي ثاني أكبر خزان شعبي وانتخابي بعد العاصمة، بمعدل 770 ألف ناخب. وأضافت المراسلة، أن صفاقس شهدت غيابًا كليًا للطوابير الطويلة.
تقديرات سياسية
بدوره قال مراسل "العربي" من تونس، خليل الكلاعي: إن الجميع يبني تقديراته على نسب المشاركة التي ستدل على مدى الانخراط في هذا المشروع السياسي الجديد الذي دعا إليه الرئيس قيس سعيّد.
ولفت المراسل، إلى أنه لا يتوقع أن ترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات عن النسبة التي أعلن عنها من قبل اللجنة.
وأشار المراسل، إلى أن المسار الانتخابي شابته الانتقادات منذ بدايته ومنذ إقرار الدستور، وبالتالي فإن العتب الأول كان في صلاحيات البرلمان المقبل، وفي المرسوم 55 الذي أصدره سعيّد المنظم للعملية الانتخابية، حيث نقح بموجبه قانون انتخابات عام 2014.