استشهد شقيقان فلسطينيان مساء السبت بعد أن دهسهما مستوطن بصورة متعمدة بالقرب من حاجز "زعترة" العسكري جنوبي مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية.
ووفق مدير مكتب محافظة القدس في مخيم قلنديا زكريا فيالة، فإنّ الشقيقين محمد ومهند يوسف مطير من مخيم قلنديا شمالي القدس، كانا يقفان على جانب الطريق لإصلاح أحد إطارات المركبة التي كانا يستقلانها برفقة أشقائهما، وصدمهما مستوطن بمركبته بصورة متعمدة ولاذ بالفرار من المكان.
اعتداءات جديدة
وقال فيالة، لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، إنّ الشاب محمد استشهد على الفور ونقل جثمانه إلى أحد مستشفيات مدينة نابلس، في حين أصيب شقيقه مهند بصورة حرجة وجرى نقله إلى أحد مستشفيات الداخل، قبل إعلان استشهاده لاحقًا متأثرًا بإصابته.
في غضون ذلك، أفاد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية المحتلة غسان دغلس بأنّ عددًا من المستوطنين هاجموا مركبات المواطنين الفلسطينيين بالحجارة بالقرب من دوار سلمان الفارسي والطريق الواصل بين حوارة وقلقيلية.
وأضاف دغلس لوكالة "وفا"، أنّ أكثر من 40 مستوطنًا من مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي جنوبي نابلس، هاجموا متنزه "كنتري حوارة"، وحطموا سبع مركبات كانت مركونة أمام المتنزه.
مستوطنون يهاجمون مركبات المواطنين جنوب نابلس pic.twitter.com/9udyiIgjJe
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) December 17, 2022
تبادل للأدوار
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية حادثة استشهاد الشقيقين بالقرب من حاجز زعترة العسكري "جريمة مروعة تعكس العقيدة التي تصوغ فكر وسلوك الجناة".
وأكد اشتية أن جنود الاحتلال والمستوطنين يتبادلون الأدوار في ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، مطالبًا المؤسسات الحقوقية الدولية بوضع الجناة على قائمة العار وتقديمهم للعدالة الدولية.
أمّا حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فقد اعتبرت عبر الناطق باسمها حازم قاسم أن المستوطنين يصعدون من عدوانهم على الشعب الفلسطيني، "وواضح أنهم أخذوا جرعة جديدة لإجرامهم مع تشكيل الحكومة اليمينية الجديدة".
"جريمة تستوجب الردّ"
وأكد قاسم أن عملية الدهس البشعة والمتعمدة متوقعة مع صعود اليمين المتطرف الذي يصعّد من انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني، قائلاً: "هذه الجريمة حلقة جديدة من مسلسل الإرهاب الصهيوني بحماية من شرطة الاحتلال وجيشه".
وإذ أكد أن هذه الجريمة يجب الرد عليها بتصعيد الفعل المقاوم بالضفة الغربية والإسناد من كل ساحات الفعل النضالي، شدد على ضرورة تصعيد حالة الثورة والعمل المقاوم ضد الاحتلال ومستوطنيه.
وتشهد الضفة الغربية والقدس المحتلتين عمليات تصاعد في الاقتحامات والاغتيالات بحق الناشطين والمقاومين الفلسطينيين، حيث تواصل قوات الاحتلال عملياتها بصورة شبه يومية.
وكانت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات قد دعت إلى شدّ الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك بدءًا من اليوم الأحد لإفشال مخططات للمستوطنين لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد.
ويتعرّض المسجد الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات من المستوطنين، ضمن محاولات الاحتلال لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، فيما تتصاعد وتيرة الاقتحامات خلال الأعياد اليهودية، وتتخلّلها اعتداءات على المصلّين والمرابطين وإبعادات عن المسجد.
