يسدل كأس العالم قطر 2022، اليوم الأحد، الستار على فعالياته التي امتدت لمدة 29 يومًا وشهدت 64 مباراة كرة قدم قدمت الكثير من المتعة والإثارة لعشاق اللعبة في العالم.
وسيخوض منتخبا الأرجنتين وفرنسا المباراة النهائية، على استاد لوسيل، حيث يطمح كلاهما للفوز باللقب، وهو النهائي الأول الذي يجمع الديوك والألباسيلستي في تاريخ المسابقة.
ويلعب المنتخب الفرنسي اليوم مباراته النهائية الرابعة في تاريخ مشاركاته بظرف 24 عامًا، وهو كان قد أحزر لقبيه السابقين في مونديال فرنسا 1998 ومونديال روسيا 2018، ولعب نهائي مونديال ألمانيا 2006.
من جهتها، تخوض الأرجنتين مباراتها النهائية الخامسة في البطولة، بعد لقبي عام 1978 في الأرجنتين، ومونديال مكسكيو 1986، ومركز الوصيف في نهائي مونديال إيطاليا 1990، والبرازيل 2014.
تاريخ المواجهات
وهذه المواجهة هي الرابعة بين المنتخبين في تاريخ البطولة، حيث التقت فرنسا مع الأرجنتين قبل ذلك في ثلاث مناسبات بنهائيات المونديال، انتهت منها 2 لصالح الأرجنتين مقابل 2 للديوك.
والتقى المنتخبان لأول مرة في النسخة الأولى من البطولة عام 1930 في الأوروغواي، وانتهى اللقاء لصالح الأرجنتين بهدف يتيم في الدقائق العشرة الأخيرة.
المواجهة الثانية التي جمعت "الديوك" ومنتخب "التانغو" كانت في الأرجنتين، خلال مونديال 1978، وجدد أصحاب الأرض فوزهم 2-1.
أما المواجهة الثالثة، فكانت خلال الدور الـ16 لمونديال روسيا 2018، وانتهى اللقاء الحافل بالأهداف لصالح الديوك بنتيحة 4-3، منها ثنائية للنجم كليان مبابي وهدفين لكل من أنطوان غريزمان، وبنجامين بافارد، وجميعهم حاضرون في تشكيلة المدرب ديديه ديشامب اليوم.
وسيكون خمسة عشر لاعبًا شاركوا في تلك المباراة حاضرين في مباراة اليوم بقطر، وهم سبعة في صفوف الأرجنتينيين وثمانية في صفوف الفرنسيين.
أرقام قياسية أمام فرنسا
وتسعى فرنسا إلى التتويج باللقب الثاني على التوالي، وهذا سيضمها لقائمة مختصرة لا تضم سوى منتخبي إيطاليا والبرازيل، حيث نجحت الأولى في الفوز بلقبي 1934 و1938 فيما الثانية بلقبي 1958 و1962. أما الأرجنتين وألمانيا ففشلتا في تحقيق هذا الإنجاز.
وفي حال التتويج باللقب اليوم، سيكون المنتخب الفرنسي قد فاز بثلاثة نهائيات من أول أربعة خاضها، وذلك الإنجاز لم يستطع فعله سوى إيطاليا والبرازيل.
وسيصبح مبابي أصغر لاعب في التاريخ يخوض نهائيين متتاليين، وقد يُصبح ثاني أصغر بطل عالم مرتين في حال تُوج باللقب، إذ سيكون عمره 23 عامًا و11 شهرًا و29 يومًا. أما الرقم القياسي فيحمله بيليه حيث حقق لقبه الثاني عام 1962 وكان يبلغ من العُمر 21 عامًا و7 أشهر و25 يومًا.
كذلك فإن الفرصة متاحة أمام مبابي وغريزمان للانضمام إلى البرازيلي فافا في قائمة المسجلين في نهائيين متتاليين، حيث لم يُحقق هذا الإنجاز أي لاعب غيره، وفعله في نسختي 1958، و1962، في حين سجل الثنائي الفرنسي في نهائي 2018 ولديه الفرصة لزيارة مرمى الأرجنتين خلال مواجهة اليوم.
ديديه ديشامب من جانبه قد يُصبح أول مدرب يفوز باللقب مرتين متتاليتين منذ الإيطالي فيتوريو بوتزو عام 1938، لكنه سيُصبح أول من يفوز باللقب مرة كلاعب (1998) ومرتين كمدرب. ماريو زاغالو البرازيلي فعل العكس بفوزه مرتين كلاعب (1958 و 1962) مرة واحدة كمدرب (1970)، ومرة رابعة كمساعد عام 1994.
الحارس الفرنسي هوغو لوريس لديه فرصة أيضًا لتحطيم الأرقام اليوم، إذ في حال الفوز سيُصبح أول قائد في التاريخ يرفع كأس العالم مرتين.
أما خسارة المنتخب الفرنسي بركلات الترجيح فستجعله أول منتخب يخسر النهائي مرتين بركلات الترجيح، إذ كان ذلك قد حدث أمام إيطاليا في 2006.
ولم تُهزم فرنسا أبدًا في نهائي كأس العالم، لا سيما أنها تعادلت في نهائي مونديال 2006 أمام إيطاليا، وخسرته بركلات الترجيح، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لم تهزم في أول ثلاث نهائيات لها ويُمكن أن تعزز هذه السلسلة غير المسبوقة في حال فازت اليوم.
في حال حقق المنتخب الفرنسي الفوز في الوقت الأصلي على الأرجنتين فسيعادل رقم البرازيل 1958- 1962 الخاص بالفوز بجميع مباريات خروج المغلوب دون المرور إلى وقت إضافي في نسختين من نهائيات كأس العالم، حيث فازت في المباراة الإقصائية السابعة على التوالي أمام المغرب في الوقت الأصلي وهو رقم قياسي، ويُمكن للفرنسيين أن يُمددوا تلك السلسلة للمباراة الثامنة على التوالي.
رحلة المنتخبان
وتجاوز المنتخب الأرجنتيني دور المجموعات متصدرًا للمجموعة الثالثة. وتفوق في دور الستة عشر على أستراليا 2-1 بفضل أداء ليونيل ميسي المتميز.
وفي دور الثمانية، أفلحت كتيبة المدرب ليونيل سكالوني في التغلب بصعوبة على المنتخب الهولندي، حيث حُسمت المواجهة بالركلات الترجيحية بعد نهاية الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين بالتعادل 2-2. هذا وانتصر المنتخب الأرجنتيني في مباراة المربع الذهبي بسهولة على كرواتيا 3-0.
وتصدر المنتخب الفرنسي من جهته المجموعة الرابعة، وأقصى في ثمن النهائي المنتخب البولندي بعد الفوز عليه 3-1. ثم فازت الكتيبة الزرقاء على المنتخب الإنكليزي في ربع النهائي بعد مباراة صعبة، والتقت في نصف النهائي باكتشاف هذه الدورة، المنتخب المغربي، وتفوقت عليه 2-0.
