ألعاب تخفيف التوتر.. لماذا باتت مرغوبة بشدة من قبل الأطفال؟
عُرفت ألعاب تخفيف التوتر مثل مكعبات "روبيك" وكرات الاسترخاء منذ قرون، من أجل مقاومة الملل وتحسين التركيز.
وقد اجتاحت هذه الألعاب الأسواق حاليًا رغم أنها كانت تستخدم في السابق للعلاج الفيزيائي أو لمساعدة أطفال ذوي حاجات خاصة، لكنها اليوم أصبحت مرغوبة بشدة بشكل كبير للأطفال.
ويفسّر الخبراء ذلك بأنها تعطي الطفل شعورًا بالرضا خصوصًا أنها ليست معقدة ولا تتعلق بتحقيق هدف أو نتيجة ما، لكنها مجرد طريقة لإبقاء الأطفال مشغولين مع أصدقائهم بألوانها وأشكالها المختلفة.
وهناك رأي آخر عن سر جاذبية ألعاب تحفيف الملل بالنسبة إلى الأطفال، إذ يرى أخصائيون أنها محبوبة لأن خصائصها غير رقمية وقريبة من الحياة الواقعية.
وتكمن أهمية هذه الألعاب أنها تعد تدريبًا غير واعِ للمهارات الحركية الدقيقة التي يحتاج إليها الصغار، إذ غالبًا ما يبحثون عن وسائل حسية إضافية لا يتلقونها من بيئتهم، وكلما زادت تلك الأدوات الحسية أصبحت عقولهم أكثر تنظيمًا وتركيزًا.
لكن الخبراء يرون أنه من المهم أن تكون اللعبة آمنة ومتينة ولا تنتج ضوضاء أو صخبًا يشتت انتباه من يستعملها أو المحيطين به، بالإضافة إلى مراعاة التفضيلات الحسية لكل طفل من حيث الشكل واللون.
معالجة توتر الأطفال
وفي هذا الإطار، أكدت المستشارة التربوية والأسرية ريما بجاني، أن الأطفال يعيشون حالة من التوتر بالفعل بسبب التعلق بالأهل أو الدخول إلى المدرسة، أو حتى عند المقارنة مع أصدقائهم وغيرها من الأسباب الأخرى.
لكن ألعاب تخفيف التوتر تساهم إلى حد ما بعدم التركيز المباشر على الضغوطات التي يمر بها الطفل، وتساعده على تفريغ التوتر عند اللعب بها، وفق حديث بجاني إلى "العربي" من بيروت.
إلا أنها شددت على أن تفاعل الأطفال مع هذه الألعاب يعد محدودًا ولا يؤدي استخدامها إلى التخفيف من قلقه بشكل كامل، مشيرة إلى أهمية تعليم الأهل الصغار التواصل مع المحيطين بهم والتعبير عن قلقهم وخوفهم وبناء ثقتهم بأنفسهم، ومعالجة أسباب التوتر بحسب كل مرحلة عمرية.
وقالت بجاني إنه يمكن للآباء رصد معاناة أطفالهم من التوتر أو الخوف عبر سؤالهم عن الأسباب، ورصد تصرفاتهم مع المحيطين بهم وملاحظة أي تغيرات في سلوكهم.