السبت 16 نوفمبر / November 2024

نجيب محفوظ وجائزة نوبل.. العربي الوحيد الذي كرّس فرادته قبل 33 عامًا

نجيب محفوظ وجائزة نوبل.. العربي الوحيد الذي كرّس فرادته قبل 33 عامًا

شارك القصة

نجيب محفوظ
لم يقتصر تكريم نجيب محفوظ على جائزة نوبل فقد حظي بالعديد من التكريمات المحلية والعربية (غيتي)
مع كشف الأسماء الفائزة بجوائز نوبل قبل أيام، ومن بينها التنزاني عبد الرزاق غورنا، ظل الأديب المصري نجيب محفوظ وحيدًا على قائمة الفائزين بالآداب من العرب.

في الأعوام التي أعقبت حصوله على "نوبل" الآداب، تكرّس فوز الأديب المصري نجيب محفوظ بوصفه العربي الوحيد الذي حاز عليها يومًا.

كان ذلك عام 1988؛ لم يسبقه إلى هذا التقدير المادي والمعنوي أديب يكتب بلغة الضاد، ولم يتبعه بعدها أحد من أدباء المنطقة العربية.

ومع كشف الأسماء الفائزة في مختلف مجالات الجائزة لهذا العام قبل أيام، ومن بينهم في الآداب التنزاني عبد الرزاق غورنا، الذي يكتب بالإنكليزية وتورد وكالات عالمية أن جذورًا عائلية تربطه بشبه الجزيرة العربية، ظل محفوظ وحيدًا على قائمة الفائزين بالآداب من العرب.   

واقعية وغموض

في الثالث عشر من أكتوبر/ تشرين الأول للعام 1988، أصدرت جائزة نوبل بيانًا كشفت فيه عن فوز نجيب محفوظ بتكريمها في عالم الأدب.

وفيما بدا شرحًا لأسباب الاختيار، أشارت إلى أنه شكّل من خلال أعماله الغنية بالفوارق الدقيقة فنًا سرديًا عربيًا ينطبق على البشرية جمعاء، منوهة إلى ما يكتنفها من واقعية وغموض.

وبينما توقفت عند إنجاز محفوظ "الكبير" المتمثّل بكونه كاتب الروايات والقصص القصيرة، رأت في إنتاجه انتعاشًا قويًا للرواية بوصفها نوعًا أدبيًا ولتطوير اللغة الأدبية في الأوساط الثقافية الناطقة باللغة العربية.

وتداركت بالإشارة أيضًا إلى أن النطاق هو أكبر من ذلك، موضحة أن أعمال الأديب الذي ولد في القاهرة عام 1911 "تتحدث إلينا جميعًا".

في ذلك الحين، لفت بيان الأكاديمية السويدية التي كانت قد عكفت على توزيع الجوائز منذ العام 1901 بعد تأسيسها بناء على وصية مخترع الديناميت ألفريد نوبل، إلى أن الجائزة مع فوز محفوظ تُمنح للمرة الأولى إلى مصري، ولأول كاتب تُعد العربية لغته الأم.

وفي حين أشار إلى أن محفوظ، الذي توفي عام 2006 عن ما يقرب الـ95 عامًا، ظل يكتب منذ حوالي خمسين عامًا، وهو الآن في السابعة والسبعين ولا يعرف الكلل، نقل عنه قوله: "إذا تركتني الرغبة في الكتابة، أريد أن يكون هذا اليوم هو الأخير بالنسبة لي".

وبمرور السنوات على بيان الجائزة، ظل محفوظ الذي اعتبر في كلمة أُلقيت عنه في حفل التكريم أن اللغة العربية هي الفائز الحقيقي بالجائزة، العربي الوحيد في إنجازه. 

كما واصل الكتابة حتى سنوات حياته الأخيرة، حين نُشر كتابه "أحلام فترة النقاهة"، الذي يضم مجموعة من القصص، عام 2004.

أعمال وتكريمات

وكانت مجموعة من الأعمال الروائية قد طبعت مسيرة محفوظ، التي لم ترفد أرفُف المكتبات بالكتب فقط، بل قدّمت أيضًا للسينما والتلفزيون جوهرًا فريدًا أُعيد تشكيله ليُبث على الشاشة. 

ويُعد من أبرز ما قدّم الروائي الذي بدأ الكتابة منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، كل من: خان الخليلي، وزقاق المدق، واللص والكلاب، وأولاد حارتنا، وملحمة الحرافيش، وحديث الصباح والمساء.

وللرجل الذي شغل مناصب إدارية ونشر مقالات أدبية وكتب القصة القصيرة، ثلاثيتان: الأولى وضمت باكورته "عبث الأقدار" سُميت بالثلاثية التاريخية.

أما الثلاثية الثانية، والتي حملت اسم ثلاثية القاهرة، فضمت روائعه: بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية.

ولم يقتصر تكريم محفوظ على جائزة نوبل، فقد حظي بالعديد من التكريمات المحلية والعربية، وصدر طابع يحمل اسمه وأنشئ متحف يجمع كتبه وصوره وبعض مقتنياته. كما أُطلقت جائزتان أدبيتان تحملان اسمه.

تابع القراءة
المصادر:
العربي