وسط مواصلة الاحتجاجات في إيران لما يقارب الأربعة أشهر، تجمع عشرات الأشخاص الموالين للحكومة، أمام السفارة الفرنسية في طهران، تنديدًا بالرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها مجلة شارلي إيبدو الساخرة، واعتبرتها طهران "مهينة" للمرشد الأعلى علي خامنئي.
ونشرت المجلة الفرنسة الأربعاء الماضي رسومًا كاريكاتورية لخامنئي، في إطار مسابقة أقامتها دعمًا للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر/ أيلول في أعقاب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا على إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق.
هتافات منتقدة للحكومة الفرنسية
ولقيت الرسوم انتقادات لاذعة من طهران التي اعتبرها "عملًا مهينًا وغير لائق".
وبعد ظهر الأحد تجمع عشرات المحتجين، غالبيتهم من طلاب الحوزات الدينية خارج مقر سفارة باريس وسط العاصمة الإيرانية، وأضرم بعضهم النيران في أعلام فرنسية ورددوا هتافات منتقدة للحكومة الفرنسية.
ورفع المشاركون في الاعتصام العلم الإيراني وصور خامنئي ومؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني، إضافة إلى شعارات منها "حياتي فداء للقائد"، و"عار على شارلي إيبدو".
وقال طالب الحوزة الدينية كريم حيدربور البالغ من العمر 17 عامًا: "أتيت لأدعم ثورتي الإسلامية، ولأدعم قائدي".
وأتى اعتصام السفارة الفرنسية بعد ساعات من تجمع مندّد بالرسوم أقيم في مدينة قم المقدسة جنوب طهران صباحًا، وفق لقطات بثها التلفزيون الرسمي.
رئيسي يشجب
بدوره، شجب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نشر هذه الأعمال الكاريكاتورية مساء الأحد خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء، بحسب ما نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا".
وقال رئيسي بحسب الوكالة: "إن توجيه الإساءات بذريعة الحرية دليل واضح على إفلاس الجهات التي تقف وراء هذه التصرفات وفشل مؤامراتهم الرامية إلى نشر الفوضى والفلتان الأمني داخل البلاد".
وقبل ذلك، جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الأحد موقف بلاده بأن حرية التعبير لا تبرّر الإساءة إلى "المقدسات".
وكتب عبر تويتر: إن فرنسا "لا يحق لها تبرير الإساءة الوقحة لمقدّسات الدول والشعوب الأخرى وأتباع الديانات السماوية بحجة حرية التعبير".
بعد إعدام شخصين.. إدانات دولية واسعة وجهت للسلطات الإيرانية #إيران تقرير: يزن الريماوي pic.twitter.com/vqvhXDGwCA
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 8, 2023
ودعا المسؤولين الفرنسيين إلى "الالتزام بالمبادئ الواضحة والأساسية في العلاقات الدولية، أي الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، واحترام القيم القومية والدينية ومقدسات الآخرين".
إغلاق معهد فرنسي
وأعلنت الخارجية الإيرانية الخميس إغلاق المعهد الفرنسي للبحوث في إيران، وذلك باعتبارها خطوة "أولى" في سياق الرد على نشر شارلي إيبدو للرسوم.
من جهتها، أكدت الخارجية الفرنسية عدم تلقّيها إشعارًا رسميًا بهذه الخطوة، معتبرة أن هذا الإجراء "سيكون مؤسفًا بالطبع في حال تأكّد".
وكان المعهد الواقع وسط طهران مغلقًا لسنوات، وأعيد فتحه خلال عهد الرئيس السابق حسن روحاني (2013-2021) باعتباره علامة على عودة الدفء في العلاقة بين البلدين.
وتواجه إيران ضغوطًا دولية لشنها حملة قمع ضد المحتجين، بينما تصاعد الغضب تجاهها بعدما نفذت عملية إعدام لشخصين على صلة بالتظاهرات، وبذلك تكون إيران أصدر أحكام بالإعدام على 14 شخصًا لارتباطهم بالتظاهرات، بحسب إحصاء لوكالة "فرانس برس".