الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

ردًا على رسوم كاريكاتور تتناول خامنئي.. إيران تغلق مركز أبحاث فرنسيًا

ردًا على رسوم كاريكاتور تتناول خامنئي.. إيران تغلق مركز أبحاث فرنسيًا

شارك القصة

من المظاهرات السابقة في إيران ضد الصحيفة الفرنسية الساخرة
من المظاهرات السابقة في إيران ضد الصحيفة الفرنسية الساخرة - غيتي
تسببت رسومات كاريكاتيرية ساخرة بتوتر دبلوماسي بين باريس وطهران وصل حد استدعاء الأخيرة لسفير فرنسا في البلاد.

أقدمت إيران اليوم الخميس على إغلاق المعهد الفرنسي للبحوث في عاصمتها بعد نشر مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة رسومًا كاريكاتورية اعتبرتها طهران مهينة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، كما استدعت على إثرها السفير الفرنسي.

وأصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا قالت فيه: إن "الجمهورية الإسلامية تندّد بعدم تحرّك السلطات الفرنسية المعنية المتواصل في مواجهة معاداة الإسلام، والترويج للكراهية العنصرية في الإعلام الفرنسي".

وأضافت أن "الشعب الإيراني يطالب الحكومة الفرنسية بمحاسبة المسؤولين عن نشر الأعمال العدائية الأخيرة والترويج لها ومنع تكرارها".

ودعت طهران باريس إلى "مكافحة الإسلاموفوبيا بجدية"، كما أعلنت الوزارة "وضع حد لنشاطات المعهد الفرنسي للبحوث في إيران كمرحلة أولى" من الردّ الإيراني.

"عمل مهين وغير لائق"

وبحسب موقعه الإلكتروني، فإن المعهد الفرنسي للبحوث في إيران ملحق بوزارة الخارجية الفرنسية. أبصر النور في العام 1983 بعد اندماج "البعثة الأثرية الفرنسية في إيران" (دافي) التي أنشئت في العام 1897، والمعهد الفرنسي لعلوم إيران في طهران (إفيت) الذي أسسه هنري كوربان عام 1947.

وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عبر تويتر أمس الأربعاء "إن العمل المهين وغير اللائق الذي بادرت إليه مجلة فرنسية ضد المرجعية السياسية والدينية لن يمر من دون رد حاسم وفعال".

استدعاء السفير

وكانت المجلة نشرت صباح أمس في عدد خاص رسومًا قالت إنها تأتي دعمًا للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 أيلول/ سبتمبر عقب وفاة الشابة مهسا أميني، إثر توقيفها من جانب شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وفي وقت لاحق، أعلنت الخارجية الإيرانية استدعاء السفير الفرنسي في طهران نيكولا روش على خلفية "السلوك المسيء لإحدى الصحف الفرنسية إزاء المرجعية والمقدسات والقيم الدينية والوطنية"، وفق وكالة أنباء "إرنا"، التي أوضحت أن الناطق باسم الوزارة ناصر كنعاني أبلغ السفير الفرنسي "احتجاج إيران الشديد"، مؤكدًا أن "الجمهورية الإسلامية لن تقبل إطلاقًا بالإساءة إلى المقدسات ومبادئها الإسلامية والمذهبية والوطنية".

فرنسا: إيران تتبع سياسة خاطئة

وأضاف كنعاني: أنه "لا يحقّ لفرنسا تبرير الإساءة إلى مقدسات الدول الأخرى والشعوب المسلمة، بذريعة الدفاع عن حرية التعبير"، وفق الوكالة. وقال: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحمّل الحكومة الفرنسية المسؤولية بشأن التداعيات المترتبة على هذا السلوك البغيض"، بحسب "إرنا".

في المقابل، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا اليوم الخميس خلال مقابلة مع محطة "إل سي إي" التلفزيونية ردًّا على التحذيرات الإيرانية: "السياسة الخاطئة هي تلك التي تتبعها إيران التي تمارس أيضًا سياسة رهائن مثيرة للصدمة".

وتابعت: "في فرنسا، حرية الصحافة موجودة بخلاف ما يحدث في إيران، وهي تمارَس تحت إشراف قاض في إطار عدالة مستقلة، وهذا أمر لا شك في أن إيران أيضًا لا تعلمه بشكل جيد".

وبقي المعهد الفرنسي للبحوث في إيران الواقع في وسط طهران مغلقًا لسنوات، وقد أعيد فتحه خلال عهد الرئيس السابق حسن روحاني (2013-2021) كعلامة على عودة الدفء إلى العلاقات بين فرنسا وإيران. ويضم المعهد خصوصًا مكتبة غنية يستخدمها طلاب اللغة الفرنسية وأكاديميون إيرانيون.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close