رفضت الكاتبة الأيرلندية سالي روني، التي تُوصف أعمالها بالأكثر مبيعًا، قيام دار "مودان" الإسرائيلية بنشر آخر رواياتها التي تحمل عنوان "عالم جميل، أين أنت؟" باللغة العبرية.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن المتحدثة باسم الدار الإسرائيلية تالي تشيليت قولها: "عندما سألنا عن كتابها الثالث، كان الجواب أنها غير مهتمة بنشره في إسرائيل".
وأشارت "واشنطن بوست" إلى ما ذكرته صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" في وقت سابق، من حيث أن وكيل روني أبلغ "مودان" أن الكاتبة غير مهتمة بالترجمة العبرية، لأنها تشارك في المقاطعة.
"الحقوق لا تزال متاحة"
وفي بيان، قالت روني: إن "حقوق الترجمة العبرية لروايتي الجديدة لا تزال متاحة، وسأكون سعيدة وفخورة جدًا إذا ما تمكنت من إيجاد طريقة لبيع هذه الحقوق بما يتوافق مع إرشادات حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات".
وأضافت أن "العديد من الدول غير إسرائيل مذنبة بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.. في هذه الحالة بالذات، أنا أستجيب لنداء المجتمع المدني الفلسطيني".
وكانت رواية "عالم جميل، أين أنت" قد صدرت الشهر الماضي وأصبحت من أكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم. وتشير "واشنطن بوست" إلى أن الكاتبة الماركسية البالغة من العمر 30 عامًا كانت صريحة بشأن معارضتها لسياسات الحكومة الإسرائيلية.
كما كانت واحدة من عشرات المبدعين المحترفين، الذين وقّعوا رسالة مفتوحة يتّهمون فيها إسرائيل بممارسة الفصل العنصري، عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.
ودعت الرسالة إلى "وقف فوري وغير مشروط للعنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين"، و"إنهاء الدعم الذي تقدمه القوى العالمية لإسرائيل وجيشها؛ ولا سيما الولايات المتحدة".
ترحيب "بالموقف الحر"
وروني ليست أول كاتبة رفضت نشر نسخة "إسرائيلية" لعملها. فالكاتبة الأميركية أليس ووكر أشارت في رفضها طلب نشر كتابها "اللون الأرجواني"، إلى "الفصل العنصري واضطهاد الشعب الفلسطيني"، حسبما ذكرت صحيفة "الغارديان" في ذلك الوقت.
ولاقت خطوة روني ترحيبًا فلسطينيًا وعربيًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، كما ثمنتها الحركات الداعمة إلى مقاطعة الاحتلال.
ففي منشور على حسابها في موقع تويتر، أشارت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل إلى أن الفلسطينيين يرحبون بحرارة بقرار روني رفض صفقة مع دار مودان"، لافتة إلى أن الأخير "ناشر إسرائيلي متواطئ في نظام الفصل العنصري الإسرائيلي والاحتلال والاستعمار الاستيطاني، الذي قتل أكثر من 240 فلسطينيًا في مايو من هذا العام وحده".
Palestinians warmly welcome acclaimed Irish author Sally Rooney’s decision to refuse a deal with Modan Publishing House, an Israeli publisher complicit in Israel’s regime of apartheid, occupation & settler-colonialism that killed more than 240 Palestinians in May this year alone. pic.twitter.com/aFm0QU5dqB
— PACBI (@PACBI) October 12, 2021
كما كتبت حركة مقاطعة إسرائيل على الموقع نفسه: "كل التحية للروائية الأيرلندية صاحبة الموقف الحر سالي روني لرفضها طلب دار نشر إسرائيلية بترجمة ونشر كتابها الأخير التزامًا منها بنداء المقاطعة الثقافية لإسرائيل".
وجدّدت الحركة في المناسبة دعوتها "للمثقفين والفنانين العرب بالامتثال لموقف شعوب المنطقة العربية الرافض للتطبيع مع العدو".
كل التحية للروائية الإيرلندية صاحبة الموقف الحر "سالي روني" لرفضها طلب دار نشر إسرائيلية بترجمة ونشر كتابها الأخير التزاما منها بنداء المقاطعة الثقافية لإسرائيل. وفي هذه المناسبة، نجدد دعوتنا للمثقفين والفنانين العرب بالامتثال لموقف شعوب المنطقة العربية الرافض للتطبيع مع العدو pic.twitter.com/KDTvRCAkvY
— حركة مقاطعة اسرائيل (@BDS_Arabic) October 13, 2021