حرب ممنهجة.. الاحتلال يفتح السدود ويغرق أراضي غزة الزراعية
يشن الاحتلال الإسرائيلي حربًا من نوع آخر على المزارعين في قطاع غزة، ويحوّل نعمة موسم الشتاء إلى نقمة بفتح السدود المائية وإغراق الأراضي الزراعية، ما يتسبب بأضرار وخسائر مادية كبيرة للمزارعين.
ويعمل المزارع عامر سكر جاهدًا على إعادة تأهيل أرضه التي تضررت بشكل كبير. وقد سبب الاحتلال الإسرائيلي هذه الأضرار بعد أن فتَح جزءًا من سدوده المائية تجاه الأراضي الزراعية على حدود غزة. ويؤكد سكر في حديثه إلى "العربي" أن الاحتلال يخرب جميع المزروعات دون استثناء.
حرب مستمرة
وتستمر الحرب على القطاع الزراعي، حيث لا يمر يوم من دون تسجيل اعتداءات على المزارعين. وهي سياسة تقول المؤسسات الأهلية إنها تأتي في سياق حرب ممنهجة من أجل تدمير الزراعة الفلسطينية، وإبقاء الاعتماد على منتجات الاحتلال.
ويعتبر مدير اتحاد لجان العمل الزراعي في غزة سعد زيادة، أن الهدف من هذه الاعتداءات هو زيادة معاناة قطاع غزة وتدمير القطاع الزراعي وعدم اعتماد المجتمع الفلسطيني على إنتاجاته.
خسائر جسيمة
وقد بلغت الخسائر في غزة أكثر من 500 دنم زراعي مؤخرًا جراء سياسة إغراق الاحتلال للأراضي الزراعية بالمياه حسب جهات مختصة.
وتعكس هذه الخسائر حجم الاستهداف الذي يمارسه الاحتلال بحق واحد من أهم الموارد الاقتصادية لقطاع غزة.
من جهته، يوضح المهندس الزراعي والاستشاري في سلاسل القيمة الغذائية يوسف عوض أن الاحتلال يعمد إلى فتح سدود الماء بعد أن أخذ حاجته من الماء، فتدخل الماء بشكل مفاجئ إلى الأراضي الزراعية في غزة، ما يسبب أضرارًا كبيرة.
ويشرح أن أكثر المتضررين هم المزارعون في منطقة غرب صلاح الدين التي تغرق سنويًا.
ويلفت عوض إلى أن المحاصيل الزراعية الشتوية مثل القمح والشعير والخضار وغيرها هي الأكثر تضررَا.
الحاجة لإستراتيجيات التأقلم
ويعتبر أن غزة بحاجة للماء الحلوة وعلى مؤسات السلطة إيجاد حلول للاستفادة من هذه المياه. ويقول: "يجب أن نكون مستعدين لتحويل هذا التهديد إلى فرص".
ويؤكد أن حراك المنظمات الدولية لتطوير وحماية القطاع الزراعي ضعيف جدًا.
ويشير عوض إلى ضرورة تظافر الجهود على الصعيد الرسمي والمنظمات الدولية للاستفادة من المياه للري في فصل الصيف.