بعد زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى ليبيا واجتماعها مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وقّع البلدان اتفاقية شراكة بقيمة 8 مليارات دولار، لتطوير حقلي الوفاء والسلام لإنتاج الغاز الطبيعي، بهدف ضخ 59 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز بين المؤسسة الوطنية للنفط الليبية وشركة الطاقة الإيطالية "إيني".
وتعد إيطاليا الشريك الاقتصادي الأكبر لليبيا بحجم تبادل تجاري يصل إلى 15 مليار دولار، وهي تمهّد لمرحلة جديدة من التعاون مع طرابلس، وفق متابعين. إلا أن أزمة شرعية المؤسسة الحكومية قد تلقي بظلالها على مستقبل العلاقات بين البلدين.
وأبدت حكومة فتحي باشاغا استغرابها من هذه الزيارة، ورفضت ما أسمته بـ"محاولة إحياء حكومة منتهية الولاية".
وتتنافس في ليبيا حكومتان على السلطة، الأولى برئاسة الدبيبة ومقرها طرابلس، والثانية برئاسة باشاغا يدعمها اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
رئيسة وزراء #إيطاليا تزور #ليبيا لبحث قضايا الأمن والهجرة#العربي_اليوم تقرير: عبد الناصر خالد pic.twitter.com/pI93FvUG24
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 29, 2023
"شأن تنفيذي"
وقال الكاتب السياسي، يوسف البخبخي، إن رئيس الشركة الإيطالية "إيني"، كلاوديو ديسكالتسي، أكد أن هذا الاتفاق هو الأكبر الذي جرى توقيعه من قبل الشركة منذ 20 عامًا.
وأضاف البخبخي في حديث إلى "العربي" من طرابلس، أن "إيني" حاولت قبل ذلك الوصول إلى اتفاق مع المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا.
وعن جدوى توقيع الاتفاقية مع حكومة الدبيبة في ظل الأزمة مع حكومة باشاغا، قال: إن الاتفاق يعد شأنًا تنفيذيًا قابلاً للمعالجة والتغيير، وليس سياسيًا إلزاميًا يستدعي إضفاء الشرعية عليها من قبل الهيئات التشريعية والمصادقة عليه.
وأكد الكاتب السياسي أنه بإمكان أي حكومة مقبلة أن تلعب دورها في تحسين شروط هذا الاتفاق. لكنه اعتبر أن الأمر الأساسي يتعلق بمدى صلابة هذا الاتفاق في ظل الظروف السياسية القائمة في البلاد.
