Skip to main content

"لحوم المختبر" باتت حقيقة لتلبية الحاجات الغذائية.. ما أهميتها ومواصفاتها؟

الثلاثاء 31 يناير 2023

تُنتج اللحوم المصنّعة في المختبر أو ما يعرف أيضًا باسم اللحوم المخبرية، من خلال أخذ خلايا من حيوانات حيّة ثمّ زرعها، وجعلها تنمو في المختبر لمدّة من الزمن.

الجديد في هذا الإطار، هو تلقي شركة في الولايات المتحدة موافقة إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية (FDA) على دجاجها المصنّع في المختبر، في حين تخطط الشركة لبيع منتوجها للمطاعم.

كما تأمل الشركة بعد حصولها على الضوء الأخضر من الـFDA، بطرح دجاجها المصنّع مخبريًا في المتاجر الأميركية بحلول عام 2028.

كيف تزرع اللحوم في المختبر؟

من جهته، يشرح أوما فاليتي الرئيس التنفيذي للشركة المتخصصة "باللحوم المزروعة في المختبر"، أنه يتم إدخال الخلايا في أوعية فولاذية مقاومة للصدأ بسعة 6000 ليتر، حيث تزوّد بالعناصر الغذائية التي تحتاجها الخلية للتكاثر بشكل طبيعي.

وفي هذا الوعاء الكبير، تتحرك الخلايا تحت ضغط معيّنٍ لخلق بيئة تسمح لها بالنمو بكفاءة وأمان، وفق فاليتي.

ويضيف: "عملية إنتاج اللحوم المزروعة تجري من خلايا أخذناها من عينة خلية صغيرة من حيوانات الماشية، لنحدد بعدها الخلايا التي يمكن أن تنمو خارج جسم الحيوان بطريقة صحية".

كما يصف فاليتي موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على اللحوم المزروعة بـ"القرار التاريخي المهم" في هذا المجال، لأنها سابقة من نوعها في العالم، مشيرًا إلى أن الشركة عملت مع الإدارة منذ حوالي 4 سنوات لتطوير وتحسين جودة اللحوم.

زراعة خلايا حيوانية في المختبر - غيتي

ابتكار غذائي لسلامة الكوكب

وللإضاءة أكثر على هذا الموضوع، يوضح المتخصص في علم الأحياء سميح جابر أن الحاجة للتطور البشري لتلبية حاجات الناس من الغذاء والدواء وغيرها، هو ما يدفع العلماء والمختصين للبحث عن حلول جديدة في ظل أزمات متراكمة تعصف بالكوكب.

ويشرح في حديث إلى "العربي"، من بيروت، أن أحد هذه الحلول يتمثل في زراعة اللحوم والدواجن، نظرًا لأهميتها الغذائية وغناها بالبروتينات بما يشمل اللحم الأبيض، والأحمر وحتى لحم الأسماك، وفق قوله.

أما تقنية زراعة اللحوم فهي ليست بالطرح الجديد بحسب المتخصص في علم الأحياء، فهي طرحت لأول مرة عام 1970 في بعض الأبحاث والدراسات، وتطورّت عام 2000 قبل أن تنتشر في 2013، ونصل اليوم إلى حصولها على موافقة الـFDA على زراعة اللحوم.

وعن طريقة زراعة هذه اللحوم، يلفت جابر إلى أنها تتفرع من الطريقة التقليدية التي تستخدمها المختبرات العلمية والتكنولوجية، إذ يتم وضع الخلايا في وعاء وتضاف إليها كل المكونات الغذائية الضرورية، لكي تتكاثر بشكلٍ طبيعي.

دجاج مزروع في أحد المختبرات الأميركية

هل تحاكي مواصفات اللحوم الطبيعية؟

بدورها، تؤكد الخبيرة في الصحة العامة خولة البحر أن القيمة الغذائية ونسب البروتينات في اللحوم المزروعة بالمختبر مطابقة تمامًا للحوم العادية، كما أنها تتمتع بنفس الشكل ويقال إن طعمها هو نفسه أيضًا.

رغم ذلك، ترى البحر في حديث إلى "العربي"، من لوسيل، أنه من المستحيل أن يكون المنتج المصنّع مثله مثل الطبيعي بنسبة 100%، مؤكدّةً أن آراء الناس حوله تنقسم حيث يطرح هذا النوع من اللحوم على سبيل المثال في سنغافورة.

وتقول الخبيرة في الصحة العامة: "إقبال الناس في سنغافورة على الدجاج واللحم المزروع كان أكثر من الطبيعي، لأنه طرح في المطاعم بأسعار أقلّ من لحوم المواشي العادية".

المصادر:
العربي
شارك القصة