Skip to main content

غياب المساعدات عن منكوبي الشمال السوري.. معوقات لوجستية أم سياسية؟

الخميس 9 فبراير 2023

ضاعف الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا التحديات التي تواجه المنظمات الإنسانية لمساعدة الشعب السوري خصوصًا في محافظة إدلب، فقد تأثر معبر "باب الهوى" وهو الوحيد الآن الذي يسمح من خلاله بعبور المساعدات الإنسانية جراء الزلزال، بحسب الأمم المتحدة.

ودفع هذا الوضع المعارضة السورية إلى التواصل مع الحكومة التركية التي سمحت بإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبرين تابعين لها، هما: "باب السلامة"، و"الراعي".

وجاء هذا الإعلان على لسان رئيس هيئة التفاوض السورية بدر الجاموس الذي صرّح: "بعد التواصل المستمر مع الحكومة التركية تم السماح بإدخال المساعدات من معابر باب السلامة، والراعي، وباب الهوى".

كما طالب الجاموس الدول والمنظمات الدولية بـ"التحرك العاجل"، لنجدة المنكوبين في ريفي إدلب وحلب.

المعابر الحدودية الـ3

أما المعابر فأولها "باب الهوى"، ويعدّ الشريان الوحيد الذي تضخّ عبره المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في الشمال السوري حتى وقت قريب.

والمعبر الثاني هو معبر "السلامة"، الذي يربط بين ريف حلب وتركيا، وهو مغلق منذ أواخر عام 2013.

ومعبر "الراعي" هو ثالث المعابر السورية التركية الحدودية، ويقع في الريف الشمالي لمحافظة حلب.

في المقابل، كشف المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في سوريا أنهم بحاجة إلى طرق عبور إضافية إلى جانب المعابر الحالية، كما توقّع البدء في إدخال المساعدات إلى سوريا اليوم الخميس.

النظام يقرع باب البيت الأوروبي

وبينما تحرّكت المعارضة عند السلطات التركية لفتح المعابر، تقدّم النظام السوري بطلب مساعدة رسمية من الاتحاد الأوروبي عبر آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد.

وتمكّن هذه الآلية، أي دولة طلب المساعدة من دول التكتل عندما يفوق حجم أي حالة طارئة أو كارثة قدرات هذه الدولة.

ولقي هذا الطلب تجاوبًا لدى مسؤولي هيئة الأزمات في المفوضية الأوروبية، التي شجّعت الدول الأعضاء على الاستجابة لطلب النظام للحصول على معدات طبية وأغذية.

إلا أنه رهن ذلك للمراقبة، بهدف التأكد من ألا يستخدم النظام السوري هذه المساعدات لأغراضٍ أخرى، كما قال.

معوقات لوجستية

متابعةً لهذا الملف، تؤكد المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة شيرين ياسين أن معبر باب الهوى قابل للتشغيل، بينما هناك تحديات لوجستية تعترض دخول شاحنات الأمم المتحدة المحملة بالبضائع والمستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية.

وتضيف في حديث إلى "العربي"، من نيويورك: "ولكن الطرق غير صالحة للاستخدام حتى الآن بسبب الضرر الكبير الذي خلّفه الزلزال.. ونحن بانتظار معرفة المزيد والحصول على المزيد من التحديثات من قبل فرقنا على الأرض حتى نتأكد من سلامة وأمن فرقنا التي ستنقل المساعدات".

وتصف ياسين الوضع ميدانيًا بـ"المؤلم والحزين جدًا"، مشددة على حاجة المنظمة الأممية لنقل المساعدات بشكل عاجل، إلا أن ذلك لن يتم إلا بعد التأكد من حال الطرق وسلامتها.

كذلك، تلفت ياسين المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه قبل وقوع الزلزال المدمّر، كانت الشاحنات التابعة للأمم المتحدة تعبر بشكل دوري سواء يوميًا أو أسبوعيًا، لمساعدة ملايين الأشخاص في الشمال السوري.

وعن الاتهامات التي تلاحق الأمم المتحدة بحرمان السوريين من المساعدات العاجلة انتظارًا لإذن نظام بشار الأسد، تقول ياسين: "نحن نتعامل مع وضع في غاية الصعوبة، بالتأكيد أن 90% من الـ 4.6 مليون شخص من سكان شمال غرب سوريا يحتاجون إلى المساعدات. وقبل الزلزال كنا ننقل هذه المساعدات بشكل معتاد عبر معبر باب الهوى بحسب التفويض الذي منحه لنا مجلس الأمن".

تضارب معلومات

بدوره، يقول المحامي والأكاديمي السوري حسام الحافظ إن هناك بيانًا رسميًا يؤكد أن معبر "باب الهوى" سالك، وأن هناك مساعدات موجودة على الجانب التركي لم تعبر إلى الآن "رغم أن الأمور اللوجستية موجودة وصالحة".

ويتابع الحافظ لـ"العربي": "هذا المعبر يمكن استعماله، ما يطرح علامات استفهام كبيرة عن سبب استخدام معبر باب الهوى فقط بوقت لدينا وضع إنساني استثنائي".

لذلك، يرى المحامي والأكاديمي السوري أنه لا بد من تفعيل معابر أخرى بالرجوع إلى القرار 2165 الذي سمح عام 2014 بـ4 معابر، مردفًا: "صحيح أنه تم تضييق ذلك، لكننا اليوم أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة".

بناءً على ما ذكره، يعتقد الحافظ أن سبب عدم وصول المساعدات الإنسانية الأممية إلى سوريا جزء منه بيروقراطي لا سيما وأن الأمم المتحدة تعرف بتعاملها مع الكوارث ببطء شديد على حدّ قوله، إلى جانب تعقيدات سياسية تتعلق بعدم الضغط المناسب من قبل المجتمع الدولي على الدول المعنية.

المصادر:
العربي
شارك القصة