ملجأ للمتضررين من الزلزال.. أوضاع مأساوية تزداد سوءًا في مخيمات النازحين السوريين
توجه الكثير من العائلات السورية التي تضررت بفعل الزلزال الذي ضرب البلاد وجنوبي تركيا إلى مخيمات النازحين المكتظة، والتي تفتقر إلى الخدمات الأساسية.
وتشهد المخيمات المترامية شمال سوريا إقبالًا من العائلات التي فقدت منازلها خلال الكارثة، ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخلها في ظل الظروف المناخية الصعبة، وانعدام المساعدات الإنسانية.
وقال مسؤولون في مخيمات النازحين بريف حلب الشمالي، إن أعداد الوافدين تفوق قدرة المخميات على استيعابها، نظرًا لعدم توفر عدد كاف من الخيام، إضافة إلى شح المواد الإغاثية الأساسية، والأغطية الشتوية.
"كارثة كبيرة"
ووصف مدير الاستجابة الطارئة في منظمة "بنفسج" الإغاثية، ديريك عمر الدرباس، الوضع بالكارثة التي سيصعب التعافي منها لعدة سنوات، لا سيما أن تبعات الزلزال أتت بعد عاصفة ثلجية قاسية، ضربت المخيمات لمدة 3 أيام.
وبحسب إحصاءات برنامج الأغذية العالمية، التابع للأمم المتحدة، يتجاوز عدد النازحين في مناطق شمال غربي سوريا أكثر من مليوني نسمة، وهم يعيشون على المساعدات الغذائية في مخيماتهم، بينما يعتمد 42 ألف لاجئ سوري على المساعدات الأممية في ستة مخيمات جنوبي شرق تركيا.
وأضاف الدرباس في حديث إلى "العربي"، من إدلب، أن احتياجات المخميات الآن تتفاقم، في ظل أعداد الوافدين الجدد، خاصة أنها لا تقتصر على المتضررين من الزلزال، بل على الخائفين كذلك من الهزات الارتدادية، وسط فشل أممي ودولي ذريع في التعامل مع اللاجئين السوريين، بحسب الدرباس.
"مساعدات غير كافية"
وأضاف مدير المنظمة الإغاثية، أن تبعات الزلزال لحقت كذلك بالمنظمات المحلية العاملة، فيما تضاعفت حاجات اللاجئين الإنسانية بشكل كبير، الأمر الذي بدأ ينعكس اقتصاديًا عليهم، وخصوصًا سكان المخميات الأصليين، حيث بدأت بعض المواد تنفد من الأسواق المحلية، لا سيما في الأيام الخمسة الماضية.
أما بالنسبة للمساعدات، فقال الدرباس إن 14 شاحنة مساعدات أممية، لا تكفي لحي متضرر واحد في الشمال السوري.
والخميس، دخلت أول قافلة مساعدات للأمم المتحدة إلى شمال غرب البلاد مؤلفة من ست شاحنات فقط، تلتها قافلة ثانية الجمعة مؤلفة من 14 شاحنة.
وضمت القافلتان معدات إنسانية وخيمًا وبطانيات، إلا أنها خلت من مواد غذائية وأخرى ضرورية لعمليات البحث والإنقاذ.