أجرى معهد علوم السرطان في مدينة مونبليه الفرنسية تجارب واختبارات جديدة قد تمثّل ثورة في مجال مواجهة مرض السرطان الذي يتسبّب في وفاة نحو 10 ملايين شخص سنويًا حول العالم.
وتتمثّل البحوث في إجراء فحوص دم تسمح باكتشاف المرض في مرحلة مبكرة، وبتتبع حالة المرضى الذين يتلقّون العلاج.
ويلزم لاختبارات فحوص الدم التركيز على البحث عن آثار الحمض النووي للخلايا السرطانية، ما يمنح فرصة لاكتشاف المرض قبل أن يُصبح بالإمكان رصد خلاياه بالأشعة السينية.
عدد مرضى السرطان سيرتفع بـ 50% في 2040 👇 pic.twitter.com/ozWjK2DJee
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 4, 2023
وأظهرت نتائج دراسة أميركية أن فحوص دم أُجريت خلال تجارب سريرية، نجحت في اكتشاف إصابات بالسرطان لدى أفراد في عمر الخمسين وما فوق.
وخضع للتجارب الأميركية أكثر من 6500 شخص، وأظهرت أن 92% من هؤلاء يُحتمل إصابتهم بالسرطان، بينما أُصيب بالفعل 35 بسرطان مؤكد خلال العام نفسه.
أبحاث متقدمة لتتبّع حالة المرضى
وفيما يتعلّق بالمصابين بالفعل، فقد أُجريت سلسلة أبحاث متقدّمة لتتبّع حالة المرضى الذين يتلقّون العلاج.
وتُتيح التقنية الجديدة منح معلومات بالغة الدقة حول درجة المرض، وهو ما سيسمح مستقبلًا بتكييف أنواع العلاج لتتلاءم مع الحالة بالضبط.
تقنية جديدة توفر علاجا شخصيا لكل مريض على حدة.. هل تقي مرضى السرطان العلاج بالمواد الكيميائية؟ تقرير: ألن بحسون #صباح_جديد pic.twitter.com/0LsfJ6nyrO
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 11, 2023
ويسمح فحص الدم بمراقبة كيفية تجاوب السرطان مع العلاج الكيميائي بعد إزالة الورم بالجراحة.
كما أن الاختراق الطبي الواعد، يُعطي جرعة أمل لبعض حالات السرطان المستعصية، مثل سرطان الرئة حيث يصعب الوصول إلى الورم.
ما أهمية الخزعة السائلة؟
ورغم ما يحقّقه علم الأورام من تقدّم مذهل في السنوات الأخيرة مدفوعًا بعلاجات جديدة وفهم أفضل للسرطان، إلا أن المرض لا يزال سببًا رئيسيًا للوفاة حول العالم، وهو مسؤول عن نحو 13% من إجمالي الوفيات عام 2022.
وأوضح الدكتور فادي نصر، رئيس قسم الأورام وأمراض الدم في مستشفى جبل لبنان، أن السرطان قد يبدأ قبل سنة أو ثلاث سنوات من اكتشافه، ولذلك فإنّ تقنيات المراقبة المبكرة ضرورية، على غرار الخزعة السائلة.
وقال نصر، في حديث إلى "العربي"، من بيروت، إن الخزعة السائلة هي تقنية حديثة لتتبّع أمراض الدم، وخاصة في السرطان، لأنها تستطيع تحديد الخلايا السرطانية بدقة.
وأضاف أن هذه التقنية تُستخدم لتتبّع عدد كبير من الأمراض السرطانية، وهي تسمح بتحديد ما إذا كان المرض سيُعاود الظهور في المستقبل المنظور.
