الجمعة 4 أكتوبر / October 2024

عهد "إفريقيا الفرنسية" قد انتهى.. ما الأسباب وراء تصريحات ماكرون؟

عهد "إفريقيا الفرنسية" قد انتهى.. ما الأسباب وراء تصريحات ماكرون؟

شارك القصة

نافذة ضمن "العربي" تناقش خطاب ماكرون في إفريقيا وخلفياته (الصورة: رويترز)
أبدى الرئيس الفرنسي عدول بلاده عن سياستها السابقة بالتدخل في الشؤون الإفريقية معلنًا أن باريس باتت محاورًا محايدًا في تلك القارة.

أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الغابون، أمس الخميس، طيّ صفحة الماضي مع إفريقيا، معلنًا في أول أيام جولته في المنطقة بأن عهد "إفريقيا الفرنسية" قد انتهى وولى إلى غير رجعة. 

ماكرون اتهم أشخاصًا دون أن يسميهم بالتشكيك في نوايا بلاده بالقارة السمراء، وقال أمام الجالية الفرنسية في الغابون: "انتهى عصر فرنسا-إفريقيا هذا، وأحيانًا يتكّون لديّ شعور بأن الذهنيات لا تتطور بوتيرة تطورنا نفسها عندما أقرأ وأسمع وأرى أنّه ما زالت تُنسب لفرنسا نوايا ليست لديها".

وكانت المعارضة الغابونية، قد اتهمت ماكرون بأنّه من خلال زيارته، يهدف إلى إظهار التأييد للرئيس علي بونغو فيما تستعد الغابون لتنظيم انتخابات.

نفوذ دون تأثير

وأوضح ماكرون خلال كلمته بأنه "في الغابون كما في أي مكان آخر، فرنسا محاور محايد يتحدث إلى الجميع ولا يتمثل دوره في التدخل في المنازعات السياسية الداخلية".

ويرى الصحفي المتخصص في الشأن الفرنسي الإفريقي علاء الدين بونجار أنّ على الرئيس الفرنسي أن تتطابق أقواله بالأفعال، لا سيما أنه يحسب له أنه لم يشهد فترة الاستعمار الفرنسي للعديد من بلدان القارة كونه مولودا بعد فترة الستينيات من القرن الماضي.

ويشير بونجار في حديث لـ"العربي"، من باريس، إلى أن فرنسا خسرت العديد من الدول الإفريقية بسياستها التي كانت متبعة، وستخسر المزيد إذا حاولت إدارة ملف القارة بفكرة أن إفريقيا هي حديقة خلفية لباريس.

ويوضح أن ماكرون يزور أربع دول في القارة، ثلاث منها امتنعت عن التصويت ضد روسيا في قرار إدانتها بالهجوم على أوكرانيا في الأمم المتحدة، كدليل على عدم قدرة باريس على التأثير في قرارها. 

منافسة قوى كبرى

ودعا الرئيس الفرنسي، إلى علاقات متكافئة ومسؤولة مع القارة التي تضم أكثر من 50 دولة فيما يتعلق بقضايا المناخ، مؤكدًا بأن الجيش الفرنسي سيقلص وجوده في إفريقيا خلال الأشهر المقبلة، رغم أن مصدرًا عسكريًا قال في وقت سابق إن قادة الجيش ربما يحجمون عن القيام بذلك.

ويعتبر بونجار أنّ النفوذ الفرنسي في القارة، بات قيد المنافسة من عدة دول كبرى، فهناك حضور أميركي، وصيني، وروسي وتركي، مستجد في إفريقيا، كما أن هناك عدة دول في القارة تتطلع إلى تعاون جديد، وعلى فرنسا القبول بهذه المنافسة، وفق بونجار. 

وينتشر أكثر من 3000 جندي فرنسي، في السنغال وساحل العاج والغابون وجيبوتي، كما ينتشر أيضًا عدد مماثل في منطقة الساحل الإفريقي بما فيها النيجر وتشاد.

"مطالبات بالتغيير"

ويقول بونجار في حديثه إلى "العربي"، إن بعض الحكومات المستجدة في القارة، لا سيما بعد الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو، رفضت رفضًا قاطعًا الوجود العسكري الفرنسي، لكن باريس لا يزال لديها العديد من المناصرين رغم المطالبات بالتغيير من حكومات وشعوب في القارة السمراء. 

إلى ذلك، يؤرق الوضع الأمني المتوتر في إفريقيا الإليزيه، ولا سيما بعد فشل الجهود العسكرية الفرنسية في القضاء على الحركات المتشددة في دول الساحل الإفريقي عبر عملية "برخان"، التي بدأت عام 2014.

وأدى الفشل في استئصال التطرف في عدد من الدول الإفريقية إلى تنامي السخط الشعبي الإفريقي على الوجود العسكري الفرنسي، في ظل هذا الوضع الذي لم يكن إطلاقًا في صالح فرنسا.

وعجّل ماكرون بإنهاء عملية "برخان" في منطقة الساحل وتقليص الوجود العسكري هناك، فضلًا عن الانسحاب تمامًا من مدن تساليت وكيدال وتمبوكتو في شمال مالي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close