الثلاثاء 1 أكتوبر / October 2024

بعد انقراضه لمدة 24 سنة.. ظهور طائر نادر في مدغشقر مجددًا

بعد انقراضه لمدة 24 سنة.. ظهور طائر نادر في مدغشقر مجددًا

شارك القصة

ناقش برنامج "صباح جديد" تداعيات موجات الحرارة على الطيور (الصورة: موقع birdlife.org)
يتميّز هذا النوع النادر من الطيور بحلق أصفر، وشُوهد للمرة الأخيرة عام 1999 قبل أن يتم الإعلان اليوم عن ظهوره مجددًا في الدولة الإفريقية.

بعد انقراضه لـ24 عامًا، عاود طائر من نوع "دَسكي تيتراكا" يعيش في مدغشقر فقط، الظهور في الدولة الإفريقية، ما أثار ارتياح الأوساط العلمية المعنية.

ورُصد طائران من هذا النوع الذي يتميّز بحلق أصفر، خلال مهمة كان يُجريها علماء طيور في إحدى الغابات النائية شمال شرق مدغشقر خلال ديسمبر/ كانون الأول.

واستغرق الفريق 40 ساعة في السيارة، ونصف يوم سيرًا على الأقدام، حتى وصل أعضاؤه إلى الأماكن التي شُوهد فيها هذا النوع النادر من الطيور للمرة الأخيرة عام 1999.

الإعلان عن مشاهدة طائر كان يعتقد أنه منقرض

واكتشف المتخصّصون في تلك المنطقة غابةً وضعها سيئ، بعدما حُوّلت مساحة كبيرة منها إلى مزارع لإنتاج نبتة الفانيليا، مع أنها تشكّل أحد المواقع المحمية. وبعد أيام عدة، رُصد الطائر وهو يتنقّل بين الشجيرات قرب نهر صخري، والتقط الفريق صورة له.

وقال جون ميترماير، وهو المسؤول عن برنامج الطيور المنقرضة في منظمة "أميركن بيرد كونسرفنسي" غير الحكومية وأحد أعضاء الفريق: "في حال كان طائر الدَسكي تيتراكا يفضّل المناطق القريبة من الأنهار، فذلك قد يشكّل تفسيرًا لسبب اختفائه لفترة طويلة".

وأضاف أن "مراقبة الطيور في الغابات المطيرة، تتمثّل في الاستماع إلى أصواتها، فنميل تاليًا إلى تجنّب قضاء وقت طويل بجانب الأنهر التي يصدر منها ضجيج".

وتمكّن فريق آخر من رصد طير "دَسكي تيتراكا" ثانٍ، كان يحلّق معظم الوقت بجانب نباتات كثيفة قرب أحد الأنهر، حيث من المُحتمل أنه كان يبحث عن حشرات وفرائس أخرى.

وقالت ليلي-أريسون رينيه دي رولان، وهي مديرة برنامج مدغشقر لدى منظمة "ذي بيريغرن فاند": "بما أننا عثرنا على دَسكي تيتراكا، وفهمنا بصورة أفضل الموائل التي تعيش فيها هذه الطيور، بتنا قادرين على البحث عن هذا النوع من الطيور في مناطق أخرى في مدغشقر".

وتُعد طيور الـ"دَسكي تيتراكا" أحد الأنواع العشرة المنقرضة التي يبحث عنها المتخصّصون بصورة كبيرة. وتتولى إدارة هذه اللائحة كل من جمعيات "ري: وايلد"، و"أميركن بيرد كونسرفنسي"، و"بيرد لايف انترناشونال"، وهذه الجهات الثلاث هي شريكة في المهمّة.

ولا تعيش نصف الطيور في مدغشقر، أي نحو 115 نوعًا، سوى في هذا البلد.

وأُدرج أكثر من 40 نوعًا من هذه الطيور ضمن الحيوانات المهدّدة بالانقراض في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

أما طيور الـ"دَسكي تيتراكا"، فلم تُدرج في القائمة بسبب نقص في البيانات المرتبطة بها.

وتتمثل أبرز العوامل التي تؤدي إلى خسارة التنوّع البيولوجي في مدغشقر، بتدمير الغابات وتدهور موائل الحيوانات، بالإضافة إلى انتشار الأنواع الغازية، وتغيّر المناخ، والصيد الجائر.

وأفادت أبحاث سابقة بأن نحو 40% من الغطاء الحرجي الأساسي للجزيرة، قد تآكل بين خمسينيات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وأوضح المتخصص في علم بيئة الحيوان وعلم الطيور فارس خوري في حديث سابق إلى "العربي" أن درجات الحرارة يمكن أن تؤثر على تكاثر الطيور من خلال التأثير على الجهاز التناسلي الخاص بها، مشيرًا إلى أن الطيور التي قد تكون مهدّدة بالانقراض بسبب التغيّر المناخي والاحتباس الحراري، هي تلك التي تتواجد في المرتفعات والتي لا يمكنها العيش في الأماكن المنخفضة بسبب عدم تحملها درجات الحرارة المرتفعة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب