Skip to main content

أدوية على الإنترنت تزعم تخفيض الوزن.. ما هي وما مخاطرها الصحية؟

الخميس 9 مارس 2023

في برنامج إنقاص الوزن النموذجي حيث يعتمد المشاركون فقط على النظام الغذائي والتمارين الرياضية، يفقد حوالي ثلث الأشخاص 5% أو أكثر من وزن الجسم.

كما يجد معظم الناس صعوبة في إنقاص الوزن بسبب ردود فعل الجسم البيولوجية على تناول كميات أقل من الطعام، ناهيك عن أن العديد من الهرمونات لا تستجيب لتقليل السعرات الحرارية.

وهذا كله يكمن في ظاهرة فيزيائية حقيقية هي عبارة عن آلية مقاومة وجهد منسق من قبل الجسم لمنع الإنسان من فقدان الوزن.

وفي هذا الإطار، انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة شراء أدوية تعد بتخفيض الوزن عبر الإنترنت من دون استشارة الطبيب، رغم تحذيرات الأطباء من اللجوء إلى هذه الأدوية إذ لا يمكن تحديد نوعيتها والمواد المستخدمة فيها، ناهيك عن مخاطرها الصحية.

ما هي هذه الأدوية؟

الأدوية التي أحدثت معظم الضجيج هي من فئة من الأدوية المنبّهة باسم "GLP-1". ومن بين هذه الأدوية عقار "أوزمبيك" (Ozempic) و"Wegovy"، وهما جرعتين مختلفتين من نفس الدواء "semaglutide".

ويتم استخدام "Ozempic" لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، ولم تتم الموافقة عليه لفقدان الوزن. في المقابل، تمت الموافقة على استخدام "Wegovy" عام 2021، لعلاج السمنة لدى البالغين، وأواخر العام الماضي لعلاج الأطفال والمراهقين من سن 12 عامًا فما فوق.

ويصف الأطباء هذه الأدوية لمرضى السكري وحدهم، أو للأشخاص الذين يعانون من السمنة، أو الذين يعانون من زيادة الوزن مع مشاكل صحية إضافية. ويتم إعطاء معظم هذه الأنواع من الأدوية عن طريق الحقن الأسبوعية.

كما تمت الموافقة على عقار "Eli Lilly and Co"، الذي يباع تحت الاسم التجاري "Mounjaro"، لعلاج مرض السكري، لكن إدارة الغذاء والدواء تراجع إمكانية استخدامه لعلاج السمنة، ومن المتوقع صدور قرار بهذا الخصوص خلال الأشهر المقبلة.

كيف تعمل هذه الأدوية؟

تُحاكي هذه الأدوية عمل هرمون الأمعاء الذي يبدأ بعد تناول الطعام، مما يزيد من إفراز الأنسولين، ويمنع إنتاج السكر في الكبد ويثبط الشهية.

ومع انخفاض الشهية والشعور بالامتلاء، فإن الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأدوية يأكلون أقل ويفقدون الوزن.

ويحاكي عقار جديد اسمه "tirzepatide" عمل اثنين من الهرمونات للحصول على تأثير أكبر.

ما مدى فعالية هذه الأدوية؟

في تجربة سريرية، فقد البالغون الذين تناولوا "Wegovy" حوالي 15% من وزن الجسم الأولي، بينما فقد المراهقون حوالي 16% من وزن أجسامهم.

كما أظهرت تجربة سريرية على عقار "Mounjaro"، والتي لا تزال قيد الدراسة، فقدانًا للوزن بنسبة تتراوح بين 15% إلى 21% من وزن الجسم اعتمادًا على الجرعة، مقارنةً بفقدان الوزن بنحو 3% للأشخاص الذين يتناولون الدواء الوهمي.

ما هي الآثار الجانبية لهذه الأدوية؟

وأكدت المحاضرة في قسم التغذية البشرية في جامعة قطر، ريما تيم، في حديث سابق إلى "العربي"، أن الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا هي مشاكل الجهاز الهضمي، مثل: الغثيان، والقيء، والإسهال، وآلام المعدة والإمساك.

وأضافت أن الآثار الجانبية المحتملة الأخرى تشمل أورام الغدة الدرقية، والسرطان، والتهاب البنكرياس، والكلى، والمرارة، ومشاكل في العين.

ولذلك يجب على الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من بعض أنواع سرطانات الغدة الدرقية أو اضطراب الغدد الصماء الوراثي النادر تجنّب هذه الأدوية.

ما الذي يجب على المستهلكين التنبّه له؟

وقالت الدكتورة آمي روثبرغ، أخصائية الغدد الصماء بجامعة ميشيغان والتي تدير برنامجًا افتراضيًا لإدارة الوزن ومرض السكري باسم "Rewind"، لوكالة "اسوشيتد برس"، إن هذه الأدوية الجديدة يمكن أن تكون جزءًا فعالًا من نهج متعدد الأوجه لفقدان الوزن.

لكنها في الوقت نفسه، أبدت قلقها من أن برامج فقدان الوزن تهتم في المقام الأول بزيادة الأرباح.

وقالت: "آمل أن يبذلوا العناية اللازمة، وأن يكون لديهم مراقبة حقيقية للمرضى الذين يتناولون الأدوية".

وشدّدت على أنه من المهم التأكد من أن المرضى يتناولون الأدوية بالطريقة الصحيحة، والتأكد من عدم وجود سبب يمنعهم من تناول هذه الأدوية، ناهيك عن اخضاعهم للمراقبة بحثًا عن الآثار الجانبية.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة