بسبب أزمة نقص الأطباء في تونس خلال السنوات الأخيرة، يشكو أطباء القطاع العام من العمل لأوقات طويلة حتى من دون الحصول على إجازاتهم القانونية بسبب ضغط العمل وارتفاع عدد المرضى.
وأثارت محاولة انتحار طبيبة رُفض طلب إجازتها أخيرًا، جدلاً كبيرًا واحتجاجات في البلاد، في مؤشر على سوء الأوضاع النفسية للأطباء.
وأشارت وزارة الصحة التونسية في دراسة إلى أن القطاع سيتأثر خلال السنوات العشر المقبلة بموجات الإحالة على التقاعد بين أطباء القطاع الحكومي، بالتزامن مع ارتفاع نسب هجرة الأطباء.
وبيّنت الدراسة خطورة النقص الكبير في المهنيين الصحيين، إذا لم يتخذ إجراء في الوقت المناسب، مؤكدة أن هذه التحديات ستؤثر خلال هذا العقد على تنفيذ السياسة الصحية الوطنية الجديدة.
"واقع أليم"
ويصف رئيس المكتب الجهوي للمنظمة التونسية للأطباء الشبان، نبراس خلف الله، واقع أطباء تونس بـ"الأليم" بسبب الإرهاق النفسي والجسدي الذي يعانون منه، ولا سيما الأطباء الشباب الذين تصل عدد ساعات عملهم إلى 80 ساعة أسبوعيًا، في ظروف سيئة مع تهالك البنية التحتية، حيث سبق أن توفي أحد الأطباء سابقًا داخل مصعد معطّل.
كما تحدث خلف الله إلى "العربي" من تونس، عن تعرّض الأطباء لعنف نفسي وجسدي من قبل المرضى الذين يعانون بدورهم من صعوبات في تلقّي العلاج.
وقال إن المكتب الجهوي أجرى عدة دراسات حول تدهور الصحة النفسية والجسدية للأطباء الشبان لإرساء حلول، لكنه واجه صعوبات تتمثل بعدم وجود حوار بناء مع السلطات ووزارة الصحة لأنها غير جدية في إصلاح المنظومة الصحية المنهارة.