برز انخفاض كبير بحالات الزواج في الأردن خلال العام الماضي بلغ أكثر من 15% بعدما سجل 63834 عقد زواج، مقارنة مع عام 2021، الذي شهد 75360 عقدًا، وفق أرقام رسمية.
واعتبر متابعون أن هذا الانخفاض يستدعي وقوف جميع الجهات المعنية لتحليله ومعرفة أسبابه، والتأثيرات المتوقعة على استمراره في المملكة لسنوات متتالية.
كما كان لافتًا أن المحاكم الشرعية شهدت السنة الماضية، انخفاضًا في نسبة عقود الزواج من بين من بلغوا الـ 16 ولم يتموا الـ 18 والتي تتم بموجب تعليمات وإجراءات خاصة للحالة استنادًا لقانون الأحوال الشخصية.
ما أسباب تراجع حالات الزواج؟
وقال الخبير المختص في علم الاجتماع، حسين الخزاعي، إن حالات الزواج بدأت بالتراجع في الأردن منذ عام 2016، لكن المشكلة تفاقمت في عامي 2021 و2022.
واعتبر الخزاعي في حديث إلى "العربي" من عمّان، أن تحديات تواجه البلاد وأهمها ارتفاع معدلات الفقر والبطالة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض حالات الزواج.
وارتفع معدل الفقر 19% إلى 24% بين عامي 2019 و2021، وسط ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل، كما تصاعدت نسبة البطالة بين الإناث الجامعيات إلى 78%.
وقال الخزاعي إن الشبان الأردنيين يرغبون بمشاركة الزوجة أعباء الحياة الاقتصادية، لذا فإن عزوف الشابات عن العمل يساهم أيضًا في تقليل نسبة الزواج.
كما تحدّث عن رغبة الشباب بالهجرة وإيجاد عمل، إذ تبيّن الأرقام الرسمية أن 48% منهم يتطلعون إلى ذلك، وهي النسبة الأعلى في الوطن العربي.
وتطرّق إلى سبب آخر وهو انخفاض الأجور، حيث يتقاضى خمس الأردنيين نحو 300 دينار شهريًا (400 دولار)، فيما يبلغ الحد الأدنى للأجور 260 دينارًا، مؤكدًا أن أجرة المنزل إضافة إلى الكهرباء والمياه فقط تصل إلى 250 دينارًا، ما يؤدي إلى تأجيل الشباب لفكرة الارتباط.
وأمام هذه المعطيات، أشار الخزاعي إلى أن متوسط عمر الزواج في الأردن شهد ارتفاعًا أيضًا حيث أصبح 27 سنة عند الإناث و31 سنة عند الذكور، لافتًا إلى أن الزواج بالنسبة للشباب العربي أصبح من آخر أولوياته، ويسعى قبل ذلك للهجرة أولاً ومن ثم العمل وبعدها تكوين النفس.