ظلت جميع الثقافات القديمة ولآلاف السنين تستعمل العسل الطبيعي كغذاء ودواء في آن معًا. ورغم تطور الطب والعلاجات المستخدمة في الوقت المعاصر، فإن البشرية لم تستغن عن العسل، بل أثبت العلم جدارته في بعض أساليب الطب القديمة وكذلك الحديثة.
فعلى الرغم من أنه يتكون من 70-80% من السكر، فإن جميع الثقافات القديمة، بما فيها المصرية واليونانية والرومانية والصينية، استخدمت العسل في الطب، وليس فقط في الطبخ والحلويات.
ويعود أول توثيق تاريخي لتربية الإنسان للنحل إلى عام 2400 قبل الميلاد وتحديدًا في مصر.
8 استخدامات طبية للعسل الطبيعي
وإلى جانب كونه مادة محلية طبيعية بنسبة تصل إلى 80%، فإن النسبة المتبقية من العسل تتكون من ماء ومعادن وبروتين.
وبسبب خصائصه المميزة، أصبح للعسل استخدامات أخرى كثيرة تتخطى التهاب الحلق البسيط، وأبرزها:
1. الحروق
يتم استخدام العسل كمرهم للشفاء من الحروق والوقاية من الالتهابات منذ آلاف السنين، وفقًا لـ"مايو كلينك". وتظهر النتائج العلمية أن العسل قد يسرّع عملية التئام الحروق.
فقد قارنت إحدى الدراسات بين العسل والضمادات الطبية الحديثة، ووجدت أن العسل يجعل الجروح معقمة في وقت أقل من بعض المنتجات الطبية، وقد يعزز عملية الشفاء، كما قد يساهم في تقليل الندبات الناتجة عن الحروق.
2. الذاكرة
يؤكّد الخبراء أن العسل يمكن أن يحسن الذاكرة قصيرة وطويلة المدى، خاصة عند النساء في سن اليأس وبعد انقطاع الطمث، وفق ما نقل موقع "هيلث لاين".
ففي دراسة نشرت في دورية "ناشونال ليبراري أوف ميديسن"، لاحظ العلماء أن النساء بعد سن اليأس اللواتي تلقين علاجات تتضمن عسل توالانغ الذي ينتج بالغابات الاستوائية جنوب شرق آسيا، لعدة أسابيع، شهدن تحسنًا كبيرًا في ذاكرتهن المباشرة تمامًا كالنساء اللواتي أعطين علاجًا هرمونيًا من الإستروجين والبروجستين.
3. الهربس
أظهرت أبحاث أجريت في الإمارات أن العسل علاج موضعي فعال لكل من الهربس الفموي والتناسلي.
ويمكن للعسل أن يشفي الآفات من الهربس بنفس سرعة المراهم التي توجد في الصيدلية، بل قد يكون في بعض الحالات أفضل منها في تقليل الحكة.
4. مرض السكري
قد يستغرب البعض احتمال أن يكون العسل عنصرًا وقائيًا فعالًا من مرض السكري، إلا أن المؤشر الغلاسيمي للعسل، وهو مؤشر يقيس نسبة تأثر سكر الدم بالغذاء، أقل من سكر المائدة، مما يعني أنه لن يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم كما يفعل السكر الأبيض.
العسل أيضًا له مذاق أكثر حلاوة من السكر العادي، وقد يساعد على استخدام كمية أقل من التحلية في الأطعمة. وهذا ما يجعل العسل خيارًا أفضل من السكر إن أردتم المحافظة على صحتكم.
وفي إحدى الدراسات التي نقلها موقع "هيلث لاين"، وجد الباحثون أن استبدال السكر بالعسل النقي هو وسيلة فعالة للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.
5. السرطان
يشتهر العسل بخصائصه المضادة للأكسدة، مما يجعل الكثيرين يتساءلون عما إذا كان بإمكانه المساعدة في الوقاية من السرطان أو علاجه.
ونظرت في هذا الأمر دراسة أجريت عام 2011 في إيران، وتحديدًا حول كيفية تأثير العسل على سرطان الخلايا الكلوية، وهو نوع من سرطان الكلى.
ووجد الباحثون أن العسل فعال في منع تكاثر الخلايا السرطانية، وخلصوا إلى أن هذه النتائج تستدعي مزيدًا من الدراسة عن كيفية الاستفادة من مادة العسل كعلاج للسرطان.
6. الجروح والقروح
لطالما استُخدم العسل لتضميد الجروح منذ قرون، ولكن هل يعمل بشكل أفضل من المراهم الطبية والكمادات الحديثة؟
يشير موقع Mayo Clinic إلى أن العسل يمكن أن يعقم الجروح ويعزز التئامها ويقلل أيضًا من الألم والرائحة وحجم الجرح.
كما يمكنه أيضًا علاج البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والتقرحات والجروح طويلة الأمد بعد الجراحة إلى جانب الحروق.
ويرى باحثون آخرون أن العسل يمكن أن يكون فعالًا، أو حتى متفوقًا، على ضمادات الجرح الطبية الأخرى، لكن الأمر يعتمد على نوع الجرح. فبالنسبة للجروح والقروح العميقة، قد يؤخر العسل وقت الشفاء.
7. الخصوبة
غالبًا ما تتم الإشادة بالعسل لقدرته على زيادة الخصوبة لدى كل من الرجال والنساء، لكن الأدلة العلمية حول صحة هذا الأمر لا تزال متضاربة.
فقد أعطت دراستان منفصلتان أجريتا على الفئران في نيجيريا عام 2013، نتائج مختلفة للغاية.
ففي حين أظهرت إحداها أن العسل يزيد من عدد الحيوانات المنوية لدى ذكور الجرذان، أظهرت الأخرى أن الكثير من العسل يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الخصوبة عند هذه القوارض.
8. الصدفية
الصدفية هي حالة طبية جلدية شائعة تسبب الاحمرار والبثور والحكة وحتى الجروح، في مختاف أنحاء الجسم.
وعادة ما تعالج الصفدية بالكريمات الموضعية التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات أو فيتامين د، ولكن العسل قد يكون أكثر ذات فاعلية، وفق "هيلث لاين".
إذ استخدمت دراسة مزيجًا من العسل وزيت الزيتون وشمع العسل، ووجدت أن معظم المشاركين المصابين بالصدفية قد لاحظوا انخفاضًا في الاحمرار والقشور والحكة، بعد استخدام هذا الخليط.
الخلاصة
يمكن أن يكون للعسل بعض الاستخدامات المدهشة. انطلاقًا من استخدامه كبديل جيد للسكر وصولًا إلى استخدامه كمرهم للحروق وبعض الحالات الجلدية.
إلّا أنه في معظم الحالات، إذا كنتم ترغبون في استخدام العسل كمادة طبية بديلة، فعليكم أولًا التحدث إلى طبيبكم أو طلب استشارة مختص.