مع تواصل الجدل حول تسريب الوثائق السرية، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمس الثلاثاء، أن بلاده ستواصل التحقيق في التسريب المزعوم لمعرفة مصدره.
وتحمل أكثر من 50 وثيقة من الوثائق تصنيف "سري" و"سري للغاية"، وظهرت لأول مرة على مواقع التواصل الاجتماعي في مارس/ آذار الفائت، وتكشف ما يُفترض أنها تفاصيل القدرات العسكرية لبعض حلفاء الولايات المتحدة وخصومها.
وأضاف أوستن في مؤتمر صحافي بوزارة الخارجية: "سنواصل التحقيق ونقلب كل حجر حتى نعرف مصدر هذا التسريب ومداه".
وتابع أوستن، وهو أول مسؤول أميركي كبير يعلق على التسريب، إن وزارة الدفاع تعلم بأنه جرى نشر الوثائق بتاريخ 28 فبراير/ شباط والأول من مارس/ آذار، لكنها لا تدري إن كانت هناك وثائق نُشرت على الإنترنت قبل ذلك التاريخ، قائلاً: "هذه أمور سنكتشفها مع استمرار التحقيق".
وفي كلمة بجامعة رايس في ولاية تكساس في وقت لاحق، قال وليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) إن التسريبات "مؤسفة للغاية"، متحدثًا عن تحقيقات "مكثفة للغاية" تجريها وزارتا العدل والدفاع، من دون ذكر تفاصيل. وأضاف: "علينا أيضًا أن نتعلم الدرس من ذلك بخصوص طريقة تشديد إجراءاتنا".
تسريب أميركي؟
ويعمل المحققون لتحديد الشخص أو الجماعة التي ربما تكون لديها القدرة والدافع لنشر تقارير المخابرات. وربما يكون هذا هو التسريب الأكثر ضررًا لمعلومات حكومية أميركية منذ نشر آلاف الوثائق على موقع (ويكيليكس) عام 2013.
وتتضمّن الوثائق بعض المعلومات شديدة الحساسية، وتزعم أنها تتعلق بقدرات الجيش الأوكراني وأوجه القصور به، وتشير إحدى الوثائق إلى العدد المحدود من القوات الخاصة الغربية الموجود في البلاد.
وتكشف الوثائق المدى العميق لتجسس وكالات الاستخبارات الأميركية على روسيا وحربها ضد أوكرانيا، وعلى حلفاء واشنطن أيضًا مثل إسرائيل وكوريا الجنوبية.
عين #أميركا باتت مكشوفة.. وثائق مسرّبة تكشف اختراقاً واسعاً لأجهزة الأمن والاستخبارات الروسية إضافة إلى دول حليفة من قبل الولايات المتحدة #روسيا @AnaAlarabytv pic.twitter.com/mJhjPoUtxn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 11, 2023
وكشفت أيضًا اختراق الولايات المتحدة لوزارة الدفاع الروسية ومجموعة "فاغنر" من خلال الاتصالات التي تم اعتراضها ومصادر بشرية.
كما ظهر أن كل جهاز عسكري روسي يبدو مخترقًا بطريقة ما، وبيّنت أن فهم أميركا للمخططات الحربية الروسية "لا يزال واسع النطاق"، وأنها قادرة على تحذير الحلفاء بشكل استباقي بشأن أي عمليات روسية محتملة.
ويقول بعض خبراء الأمن القومي ومسؤولون أميركيون إنهم يشتبهون في احتمال أن يكون مصدر التسريب أميركيًا، نظرًا لاتساع نطاق الموضوعات التي تتضمنها الوثائق، مشيرين إلى إمكانية ظهور وجهات نظر جديدة مع تقدّم التحقيق.