تراجع أوكراني أمام هجوم روسيا.. لندن تكشف معلومات جديدة عن معركة باخموت
اضطرت القوات الأوكرانية للانسحاب من بعض الأراضي في مدينة باخموت مع شن روسيا هجومًا جديدًا هناك بنيران المدفعية الثقيلة على مدى اليومين المنصرمين، حسبما أفادت بريطانيا اليوم الجمعة.
وأضافت بريطانيا: "بثت روسيا النشاط من جديد في هجومها على بلدة باخموت في دونيتسك أوبلاست إذ تحسن التعاون بين وزارة الدفاع الروسية ومجموعة فاغنر".
وأوضح الجيش البريطاني في تحديث يومي لمعلومات المخابرات: "تواجه القوات الأوكرانية مشاكل كبيرة تتعلق بإعادة الإمداد لكنها نفذت انسحابات منظمة من مواقع اضطرت للتنازل عنها".
وتتولى مجموعة فاغنر زمام قيادة الجانب الروسي في المعركة المستمرة منذ شهور والأكثر دموية في الحرب لكن زعيم مجموعة المرتزقة اشتكى من تراجع دعم الجيش لقواته.
وجاء في البيان البريطاني أن "الدفاع الأوكراني ما زال يحتفظ بالمناطق الغربية من البلدة لكنه يتعرض لنيران مدفعية روسية مكثفة على نحو خاص خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية".
وذكر أن وحدات فاغنر تركز الآن على التقدم في وسط باخموت وأن قوات المظلات الروسية تقدم لها الدعم بهجمات على جوانب المدينة.
وباخموت، التي كان يعيش فيها حوالي 70 ألف شخص قبل الحرب، هي الهدف الرئيسي لروسيا في هجومها الشتوي الكبير الذي لم يحقق حتى الآن سوى مكاسب هزيلة، رغم قتال المشاة بضراوة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وستكون السيطرة على المدينة أكبر انتصار عسكري لروسيا في ثمانية أشهر، وتقول موسكو إن انتزاع باخموت سيفتح طريقًا للسيطرة على مزيد من الأراضي في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، مما يمثل هدفًا آخر رئيسيًا للحرب.
موسكو تؤكد محاصرة القوات الأوكرانية في باخموت وكييف تنفي
وكانت روسيا أكدت الخميس محاصرة القوات الأوكرانية في باخموت، ومنع دخول أي تعزيزات إليها، فيما نفت كييف ذلك مشددة على أنها تكبّد القوات الروسية "خسائر هائلة".
وقال الجيش الأوكراني في تصريح لوكالة "فرانس برس" إنه يواصل إمداد قواته داخل باخموت بكل ما تحتاجه.
من جهته، قال يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر الروسية التي يتواجد عناصرها على خطوط القتال الأمامية في باخموت: إنه من "السابق لأوانه" الحديث عن تطويق كامل للمنطقة.
ونظرًا لطول المعركة والخسائر الفادحة التي تكبدها الجانبان، صارت باخموت رمزًا للنزاع بين الروس والأوكرانيين من أجل السيطرة على منطقة دونباس، وهو هدف موسكو المعلن.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي أمس الخميس: إن "المجموعات الهجومية لفاغنر تواصل عملياتها العسكرية المكثّفة لطرد العدو من أحياء وسط أرتيوموفسك (الاسم الذي يطلقه الروس على باخموت)".
وأضافت أن "القوات المجوقلة تدعم المجموعات الهجومية، وتمنع وصول عناصر احتياط من الجيش الأوكراني إلى المدينة وإمكانية انسحاب وحدات العدو" من باخموت.
لكن المتحدث العسكري الأوكراني باسم المنطقة الشرقية سيرغي تشيريفاتي قال: "يمكننا التواصل بشكل كامل مع قواتنا، سواء من خلال الوسائل التقنية، وكذلك لإيصال المؤن والذخيرة والأدوية وإخراج جرحانا".
وأضاف تشيريفاتي: "تحافظ قواتنا على دفاعاتها من خلال تكبيد العدو خسائر هائلة يوميًا"، مردفًا أن المدفعية الأوكرانية تستهدف "باستمرار" المدافع الروسية لمنع تركيز ضرباتها على خطوط الإمداد باتجاه باخموت.
وفي الأشهر الأخيرة، تقدمت القوات الروسية شمال باخموت وجنوبها، وقطعت الكثير من طرق الإمداد الأوكرانية وسيطرت على الجزء الشرقي منها.
ويبدو أنها تتقدم منذ أيام في وسط المدينة، ما أثار تكهنات حول احتمال انسحاب القوات الأوكرانية.
لكن في مطلع مارس/ آذار، عندما تصاعدت المخاوف من سقوط باخموت، استبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انسحاب قواته من المدينة.
وتؤكد كييف أن مقاومتها في باخموت أتاحت تثبيت الجبهة والقضاء على عدد كبير من القوات الروسية، لكن يشير الخبراء إلى أن المعركة لها أيضًا تكلفة كبيرة على الجيش الأوكراني.