أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الإثنين أن الوضع في السودان "يستمر في التدهور"، محذّرًا في الوقت نفسه من أنّ أعمال العنف المتواصل بين الطرفين المتحاربين "قد تمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها".
وجاءت تصريحات غوتيريش فيما تتواصل عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان، حيث تقترب المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع من يومها العاشر، في ظل غياب أيّ أفق لإنهاء الاشتباكات.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الإبقاء على عدد من موظفيها في السودان على رأسهم المبعوث الخاص للأمين العام فولكر بيرتيس، فيما وصل 700 من موظفيها وموظفي السفارات والمنظمات غير الحكومية إلى ميناء بورتسودان لإجلائهم.
وقتل 427 شخصًا وجرح 4000 تقريبًا خلال عشرة أيام من المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأضاف "يجب أن تتوقف أعمال العنف. إنها تهدد بحريق كارثي داخل السودان قد يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها".
تسارع عمليات الإجلاء
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة خلال نقاش حول التعددية في مجلس الأمن أنه "على تواصل مستمر مع طرفي النزاع ودعوتُهما لنزع فتيل التوترات والعودة إلى طاولة التفاوض".
وتابع: "علينا جميعًا أن نبذل كل ما في وسعنا لإبعاد السودان من حافة الهاوية"، مجددًا الدعوة إلى وقف لإطلاق النار.
وقال غوتيريش: "سأكون واضحًا: الأمم المتحدة ليست بصدد مغادرة السودان"، مضيفًا أن الهيئة الدولية "تعيد تنظيم وجودنا في السودان كي نتمكن من مواصلة دعمنا للشعب السوداني".
وأوضح أن "التزامنا تجاه الشعب السوداني، دعمًا لرغبته في مستقبل ينعم فيه بالأمن والسلام. نقف إلى جانبه في هذه الأوقات العصيبة".
وفي تفاصيل هذه الجلسة قال مراسل "العربي" في نيويورك: إن التحذير الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة حول خطورة توسع نطاق النزاع في السودان إلى خارج حدوده كان العنوان الأبرز الذي أشار إليه غوتيريش في كلمته.
وأوضح مراسلنا نبيل أبي صعب أن هناك جلسة ستعقد حول السودان سيترأسها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وأن الاستعدادات جارية من أجلها.
وأشار المراسل إلى أنه حتى الآن لم تصدر روسيا، وهي تترأس مجلس الأمن الشهر الحالي، تأكيدًا حول برمجة الاجتماع.
لكن مسؤولًا رفيعًا في الأمم المتحدة قال لمراسل "العربي": إن الأمانة العامة تستعد لتقديم إحاطة أمام مجلس الأمن والأرجح أن تقوم وكالة "أوتشا"، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق العمليات الإنسانية بتقديم تقريرها أمام المجلس حول الجانب الإنساني وتداعيات الوضع في السودان.
وكانت الوكالة قد أعلنت أن أكثر من 400 شخص قد قتلوا حتى الآن وأن عدد الجرحي يتجاوز الـ4000 بسبب المواجهات الجارية. كما أشارت إلى حركة نزوح كبيرة في مناطق عدة، وفق ما نقله مراسل "العربي".
