يفتش الشعب السوداني عن خبزه في مناطق كثيرة منها العاصمة الخرطوم الغارقة في الاقتتال، لكنه يجد صعوبة في العثور عليه.
ويقف الناس في طوابير طويلة لشراء الخبز تحت نيران الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع في ظل انقطاع إمدادات الدقيق ونقص الغاز الطبيعي في المخابز.
وقد اتسعت أزمة توفير الخبز الذي يعدّ موردًا غذائيًا مهمًا على مائدة السودانيين إلى درجة فقدان الرغيف من الأسواق مع انحسار المشكلة في مناطق متفرقة ولاية الخرطوم عندما تتوقف الاشتباكات المستعرة مؤقتًا.
صورة قاتمة لصناعة الخبز
لكن المتحدث باسم تجمع أصحاب المخابز في ولاية الخرطوم عصام عكاشة، رسم في حديثه مع "العربي الجديد" صورة قاتمة لمستقبل صناعة الخبز في البلاد إثر استمرار الاشتباكات بين الطرفين المتنازعين.
ولخّص مشكلات صناعة الخبز بغياب أساسيات إنتاجه عن الأسواق وعدم توافر العمالة الكافية لتشغيل المخابز بعدما هاجرت الخرطوم مع ظهور عامل أساسي وهو انعدام المياه.
وفي حين عاد عدد من مخابز ولاية الخرطوم للعمل بحذر في الفترة الصباحية، فقد توقف عمل مخابز أخرى في ظل انقطاع الكهرباء وارتفاع تكلفة الوقود والدقيق وأساسيات الإنتاج والتوجه للحصول على الوقود من السوق السوداء وانقطاع المياه الذي ارتفع سعرها إلى ثلاثة آلاف جنيه للبرميل.
توقعات بارتفاع أسعار الخبز
وفي الوقت الذي توقفت فيه معظم المطاحن الكبرى عن العمل تمامًا ما أدّى إلى استخدام دقيق منخفض الجودة، يتوقع بعض أصحاب المخابز ارتفاع أسعار الخبز مستقبلًا مع عدم استبعاد توقف جميع المخابز في العاصمة عن العمل خلال المرحلة القادمة إذا استمر الحرب أسبوعًا آخر.
ويجعل غياب أو ندرة الخبز ومواد أساسية أخرى السودان مهددًا بالجوع، بحسب برنامج الغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. ويتوقع البرنامج تأثر ملايين الأشخاص في أحد أفقر دول العالم حيث كان قرابة ثلث سكّان البلد البالغ عددهم 45 مليونًا يحتاجون إلى مساعدات غذائية قبل اندلاع الحرب.
شح السلع الأساسية
وقد حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق للشؤون الإنسانية في السودان من أن السلع الأساسية أصبحت شحيحة في المناطق الحضرية الأشد تضررًا من الاشتباكات لاسيما في الخرطوم. وأشار إلى أن كثيرًا من المدنيين يكافحون للحصول على المياه والغذاء والوقود والسلع الأساسية الأخرى.
ومن جهتها، ذكرت الأمم المتحدة أن ما يقدّر بنحو 50 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد وقد تعطّل علاجهم بسبب الصراع، حيث أن المستشفيات التي لا تزال تعمل تواجه نقصًا في الإمدادات الطبيه والكهرباء والمياه.