منذ اشتعال الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، تتعمق المعاناة الإنسانية في السودان أكثر فأكثر، وحصيلة الضحايا في ارتفاع دائم.
وسقط إثر الصراع مئات القتلى، بعضهم لم يكرّم بالدفن إلى اللحظة، فيما الجثامين ملقاة على الأرض بانتظار هدنة حقيقية تمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليها.
ودخلت الهدنة الخامسة على هشاشتها حيز التنفيذ لتهدأ الأوضاع نسبيًا، وتعود معظم المستشفيات في العاصمة الخرطوم إلى العمل، بحسب ما أكد الناطق باسم الهلال الأحمر السوداني لـ"العربي".
وتعاني المستشفيات التي عادت إلى العمل من شح في الإمكانات والأدوية، ونقص في الأطقم الطبية، فمنهم من استشهد، وأخرون فروا بحثًا عن أماكن أكثر أمنًا داخل وخارج البلاد حتى ولو بأثمان باهظة.
وفي حديث لـ"العربي"، تقول الطبيبة السودانية رندا الشيخ، إنه من الصعب التعامل مع القضايا اللوجستية المختلفة التي ينطوي عليها الانتقال من مكان إلى آخر، فالشوارع ليست آمنة، والرحلة إلى محطة الحافلات كانت صعبة، بالإضافة إلى ارتفاع سعر التذاكر.
مع بداية الهدنة الخامسة بين الأطراف المتنازعة.. عودة الهدوء "النسبي" إلى #الخرطوم والمنظمات المحلية والدولية تدعو إلى توفير المستلزمات الطبية اللازمة👇#السودان pic.twitter.com/jNY0dX89dB
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 28, 2023
وبالإضافة إلى رندة، غادر عشرات الآلاف من السودانيين، إما نازحين إلى مدن آمنة، أو لاجئين في دول مجاورة، بينما تتوقع الأمم المتحدة أن يصل عددهم إلى أكثر من مئتي ألف لاجئ، يعبرون إلى جنوب السودان وتشاد فقط، دون الإشارة إلى بقية الدول.
في المقابل، تستمر عمليات الإجلاء للرعايا الأجانب على قدم وساق، وبينما تمكن البعض من النجاة بحياته، يقبع كثيرون تحت أزيز الرصاص والقصف المتواصل، ويعانون نقصًا حادًا في الغذاء والمواد الأساسية، فضلًا على انقطاع شبه كامل للكهرباء والمياه والاتصالات.
إذًا هي أوضاع مأساوية يبدو أنها مرشحة للتصعيد، في ظل صم آذان المتحاربين عن مناشدات المنظمات الدولية في توفير الأمن والغذاء للمدنيين.