دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس الجمعة زعماء العالم إلى تصعيد تصديهم لتغير المناخ، لافتًا إلى أن الحضارة العالمية يمكن أن تنهار بسرعة انهيار الإمبراطورية الرومانية القديمة نفسها، ما لم يتم القيام بالمزيد في هذا الصدد.
وقبل ساعات من بدء اجتماع زعماء مجموعة العشرين في روما الذي سيستمر لمدة يومين، قال جونسون إن الأجيال القادمة تخاطر بالجوع والصراع والهجرة الجماعية، إذا لم يتم إحراز تقدم في معالجة تغير المناخ.
وقال للصحافيين أثناء توجهه إلى روما لحضور قمة مجموعة العشرين: "لا شك على الإطلاق في أن هذا واقع علينا مواجهته"، محذرًا من أن الظروف المعيشية يمكن أن تتدهور بسرعة من دون تغيير جماعي للمسار.
وقال: "لقد رأيتم ذلك مع تراجع وسقوط الإمبراطورية الرومانية ويؤسفني أن أقول إن هذا ينطبق على ما يحدث اليوم".
وهذه المرة الأولى منذ عامين، التي يشعر فيها معظم زعماء مجموعة العشرين بالقدرة على إجراء مناقشات وجهًا لوجه مع بدء انحسار جائحة كوفيد-19 في دول عدة.
وستناقش القمة الأزمة الصحية والانتعاش الاقتصادي، لكن النقاش سيركّز على المدى الذي يريد الزعماء أن يصلوا إليه في خفض غازات الاحتباس الحراري وفي مساعدة الدول الفقيرة على مواجهة الاحتباس الحراري.
The stunning Convention Center “La Nuvola” is ready to host the #G20RomeSummit on 30-31 October. #G20 Participants will arrive today at 10 CET. The official welcome by Prime Minister Mario Draghi will be streamed live on the #G20Italy YouTube channel. pic.twitter.com/0u3cxmCnDL
— G20 Italy (@g20org) October 30, 2021
وكان رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي قد دعا في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول إلى "التزام من مجموعة العشرين بضرورة الحد من ارتفاع حرارة الأرض على 1,5 درجات" الهدف الأكثر طموحًا لاتفاق باريس.
وتسهم مجموعة العشرين، التي تضم البرازيل والصين والهند وألمانيا والولايات المتحدة، بأكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم، وتمثل 60% من سكان العالم وما يقدر بنحو 80% من انبعاثات الكربون.
من جهة ثانية، ستكون هذه قمة مجموعة العشرين الأخيرة التي تحضرها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل برفقة خليفتها المحتمل الاشتراكي-الديمقراطي أولاف شولتس، وزير المالية في الحكومة المنتهية ولايتها.
"كوب 26"
وسيتوجه كثيرون من الزعماء في روما ومن بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن مباشرة بعد القمة إلى اسكتلندا لحضور قمة المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة (كوب 26)، والتي يُنظر إليها على أنها مهمة للتصدي لخطر ارتفاع درجات الحرارة وعواقبه مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، والعواصف الأكثر قوة، والفيضانات الأسوأ في بعض المناطق، إضافة إلى الجفاف الأسوأ في مناطق أخرى.
والجمعة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للصحافة: "عشية مؤتمر مناخ الأمم المتحدة في غلاسكو كل طرق النجاح تمر عبر روما".
لكن التوقعات بإحراز تقدم في هذا الإطار تضاءلت، بسبب قرار الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين عدم المشاركة في المؤتمر، على عكس غالبية نظرائهما، حيث سيقتصر حضورهما عبر رابط الفيديو فقط.