في السنوات الأخيرة، تزايد ظهور رحّالة من دول الخليج العربي يسافرون إلى أرجاء العالم لاكتشاف ثقافات جديدة، ويقومون بتوثيق رحلاتهم ونشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
أحد هؤلاء الرحّالة محمد الميموني، الذي قضى فترة من حياته يسافر إلى الكثير من الدول لتوثيق التراث الثقافي والسياحي، وليقود حملات إغاثية وخيرية عدة في مناطق خطرة ووعرة.
كان من بين آخر تلك الحملات رحلة إغاثية إلى اليمن تحقَّق لها النجاح، ولاقت صدى كبيرًا عند مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.
الرحّالة محمد الميموني
ارتبط اسم محمد الميموني، الرحّالة العربي الكويتي الشهير، بالاكتشاف والمغامرة التي لم تخلُ من المخاطرة في بعض الأحيان.
عُرف بأسلوبه الخاص الذي يكشف من خلاله عادات وتقاليد شعوب من مختلف البلدان، ونقل كل ما هو غريب ومميز. وهو يشد متابعيه بمقاطع الفيديو القصيرة التي تختصر بدقائق قليلة قصة مجتمع أو منطقة أو أثر تاريخي، بلغة بسيطة مشحونة بالعاطفة أحيانًا وبالاندهاش أحايين أخرى.
ويكتسب بذلك مصداقية جمهور عريض من المتابعين العرب على وسائل التواصل الاجتماعي، ليستثمرها لاحقًا في العمل الخيري والإغاثي.
فالرجل أراد من منشوراته الكثيرة أن يكون صاحب رسالة، وألا تقتصر مواده على الفرجة والترفيه فقط؛ إذ يشير إلى ظواهر الفقر والمرض والحاجة التي لا ترصدها عادة عدسات الباحثين عن الشهرة والإثارة.
فهذه الأخيرة أعطاها الرحّالة محمد الميموني معنى جديدًا في تحريك مشاعر التعاطف عبر حملاته الخيرية، التي تستهدف جهود الإغاثة والمساعدات العينية لأفراد وجماعات لم تطلهم يد الإحسان والعطاء.
فقاد حملات مؤثرة جدًا لمحاربة العطش عبر حفر الآبار واستجرار المياه الصالحة للشرب في الدول الفقيرة. وكانت له أياد بيضاء في توجيه العديد من المؤسسات والجهات الرسمية لمواجهة المجاعة ونقص الغذاء في عدد من الدول الإفريقية.
ومع حلول شهر رمضان المبارك، وبينما كان العالم العربي والإسلامي يحتفل بقدوم الشهر الفضيل، لم يفوّت الرحّالة محمد الميموني فرصة دعم أشقائه في اليمن المنكوب.
وفي ساعات معدودة، جمع أكثر من مليون وجبة إفطار بمساهمة من آلاف المتبرّعين حول العالم لتقديمها للعائلات اليمنية المحتاجة.
وتلك أمثلة من مواقف عديدة دعمها الرحّالة محمد الميموني، الذي استطاع أن يمد جسرًا من المحبة والألفة عبر استثمار صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي لتعميق أواصر المودّة والتكافل، التي تحضّ عليها القيم العربية والخليجية.
"الشغف قادني إلى عالم الترحال"
في إطلالته من استديوهات "العربي" في لوسيل، يقول الرحّالة محمد الميموني: إن بداية دخوله في هذا المجال كانت في العام 1997، ثم توالت بعد ذلك الرحلات.
وبينما ينفي أن يكون قد خطط في يوم من الأيام بأن يصبح رحّالة، يلفت إلى أن الشغف قاده إلى دخول هذا المجال، فوجد نفسه بمضي الوقت وقد دخل مجال الترحال والسفر والاكتشافات.
ويصف عالم الترحال بأنه "جميل جدًا إذا ما اقترن بعمل خيري أو بترك بصمة"، لافتًا إلى أن هذا العالم يبقى ناقصًا إن ظل فقط لإشباع رغبات.
وبينما يعتبر أن الرحّالة الناجح هو الذي يبحث عن "النوادر" في البلد ويتفرد بها، يقول إن الحصول عليها لا يتم بسهولة ويكون صعبًا في الغالب.