تتصاعد وتيرة المعارك الدائرة في المناطق المحيطة بمحافظة مأرب وهي آخر مدينة في شمال اليمن واقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا.
وأعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية، اليوم الأحد مقتل 218 مسلحًا من جماعة الحوثي في غارات جوية استهدفت خلال الأيام الثلاثة الماضية منطقتين قرب مأرب، في إطار محاولات لمنع الحوثيين من السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية.
وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إنه "نفذ 57 عملية استهداف لآليات وعناصر المليشيا بالجوبة والكسارة (في محيط مأرب) خلال الساعات الـ72 الماضية"، ما أدى إلى "تدمير 24 من الآليات العسكرية وخسائر بشرية تجاوزت 218 عنصرًا إرهابيًا".
وتقع منطقتي الكسارة على بعد نحو 30 كلم شمال غرب مأرب والجوبة على بعد نحو 50 كلم جنوب مأرب.
#عاجل التحالف: عمليات الاستهداف شملت تدمير 24 من الآليات العسكرية وخسائر بشرية تجاوزت 218 عنصراً إرهابياً.
— واس العام (@SPAregions) October 31, 2021
وأعلن التحالف عن ضربات جوية في محيط مأرب بشكل شبه يومي على مدى الأسبوعين الماضيين، قتل فيها أكثر من 2200 مسلح بحسب التحالف. ونادرًا ما يعلق الحوثيون المدعومون من إيران على الخسائر.
ومن شأن سيطرة الحوثيين على هذه المنطقة الغنية بالنفط أن يسهّل توسّعهم إلى محافظات أخرى، ويعزّز موقفهم التفاوضي في أي محادثات سلام مقبلة.
"قلب الاقتصاد اليمني"
وتكتسب المعركة للسيطرة على مأرب أهمية خاصة إذ تعد "قلب الاقتصاد اليمني".
ويدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ عام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014. وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.
وما زال نحو 3,3 ملايين شخص نازحين بينما يحتاج 24,1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مرارًا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليًا.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، في منتصف الشهر الحالي، أنّ عشرة آلاف شخص نزحوا عن منازلهم في سبتمبر/ أيلول الماضي في محافظة مأرب، في أعلى معدل نزوح شهري في هذه المنطقة منذ بداية العام الحالي.
وبين الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي و30 سبتمبر، بلغ عدد الأشخاص الذين نزحوا من محافظة مأرب أكثر من 55 ألف شخص، حسبما أفادت متحدّثة باسم منظمة الهجرة.
