عاد مهرجان بابل الدولي من جديد ليستقبل نجوم الفن والثقافة بعد توقف دام 18 عامًا، في ظل ظروف تحتاج البلاد فيها إلى التأكيد على عافيتها الأمنية والثقافية والاقتصادية.
ومن بوابة عشتار، توافد الناس من جميع أنحاء العراق للاحتفال بعودة مهرجان بابل.
أهمية المهرجان
وتقول أفراح عبيد، وهي مواطنة عراقية من الحلة إنها كانت تحضر إلى فعاليات المهرجان منذ صغرها مع أهلها لمشاهدة فرق أوروبية وعربية ومغنين ومطربين، بالإضافة إلى قدوم ضيوف من مختلف المحافظات العراقية إلى الحلة.
وتعلق الآمال على مهرجان بابل لتستعيد المنطقة تألقها القديم وينسى الناس من خلاله 18 عامًا من الألم.
ويعرب المواطن العراقي محمد فالح في حديث إلى "العربي" عن أمله في "تشجيع الشعب العراقي لهذه المهرجانات بعيدًا عن التعصب"، لافتًا إلى أهمية عودة المهرجان بعد توقفه الطويل.
ويقام المهرجان وسط الآثار البابلية الشهيرة جامعًا عددًا من الفرق الموسيقية والمسرحية العربية والعالمية لتقديم عروضها على مسرح المدينة الكبير.
عودة البهجة والأضواء
وتقول سامية عبد الحميد، وهي مواطنة عراقية من بغداد، إنها جاءت إلى المهرجان لترى "زهو بلدها يعود من جديد"، و"حتى يعرف العالم ما أهمية بابل والثقافة العراقية".
وفي القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد، ذكرت بابل لأول مرة في لوح طيني، حين كانت مركزًا لإمبراطورية مترامية الأطراف تشتهر بأبراجها ومعابدها المبنية من الطوب. وعام 2019 صُنفت المدينة موقعًا للتراث العالمي من قبل اليونسكو.
وكان مهرجان بابل السنوي قد بدأ عام 1987 وتوقف في أعقاب الحرب الأميركية على العراق عام 2003. وأدخلت عودته هذا العام إلى قلب المدينة الأضواء والبهجة، وودع جمهوره على أمل اللقاء بهم العام المقبل.
العراق بلد المسرح والفن
وفي هذا الإطار، يقول المدير التنفيذي لمهرجان بابل الدولي محمد الربيعي في حديث إلى "العربي" من بغداد: إن الرسالة التي يراد إبلاغها للعالم من وراء المهرجان هي أن "شعب العراق تمتد عراقته وأصوله الثقافية إلى مرحلة مهمة".
ويضيف: "نحن الشعب الأقدم في العالم، حيث حضارته تمتد إلى 7 آلاف سنة من بابل، حيث كان البابليون يؤدون أدوارهم التمثيلية ويكتبون قصصهم منذ القدم".
ويوضح أيضًا أن رسالة المهرجان تهدف إلى "القول إن العراق هو بلد التعايش السلمي والثقافة، وبلد يتقبل الرأي والرأي الآخر وبلد الكتاب والمسرح واللوحة والفن".