رفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الخميس التعليق على تقرير يفيد بأن الصين تعتزم إنشاء قاعدة مراقبة في كوبا قبالة السواحل الأميركية.
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن بكين وهافانا أبرمتا اتفاقًا سريًا لإقامة منشأة تنصّت إلكتروني صينية في الجزيرة الواقعة في الكاريبي يمكنها مراقبة الاتصالات على امتداد جنوب شرق الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم أن الصين ستدفع لكوبا "عدة مليارات من الدولارات" مقابل إقامة المنشأة.
ولم تؤكد وزارة الدفاع الأميركية أو تنفي التقرير الذي يأتي في خضم توترات بين واشنطن وبكين بشأن دعم الولايات المتحدة لجزيرة تايوان التي تقول الصين إنها عازمة على استعادتها بالقوة إن لزم الأمر.
الاستثمار الصيني في البنى التحتية
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية طلب عدم الكشف عن هويته: "لن نعلّق على تلك التقارير المحدّدة".
وأضاف: "على مستوى أوسع، ندرك تمامًا محاولات جمهورية الصين الشعبية للاستثمار في البنية التحتية التي قد تكون لها أغراض عسكرية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الشطر الغربي من الكرة الأرضية".
وأردف: "سنواصل مراقبة ذلك من كثب، ونحن واثقون بقدرتنا على الوفاء بجميع التزاماتنا الأمنية في الوطن وفي أنحاء المنطقة".
#الصين تحذر من "كارثة عالمية لا تحتمل" في حال المواجهة مع #أميركا تقرير: براء لمحمد pic.twitter.com/DXh4NIGTGJ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 4, 2023
ويدفع الرئيس الصيني شي جينبينغ باتجاه الإسراع في توسيع الوجود الأمني لبلده في أنحاء العالم، بهدف مواكبة الانتشار الواسع للجيش الأميركي في كل القارات.
ومن شأن إنشاء قاعدة في كوبا التي تقع على بعد 150 كيلومترًا فقط قبالة الساحل الجنوبي لفلوريدا، أن تشكل أكبر تهديد مباشر حتى الآن للبر الرئيسي للولايات المتحدة. وكان لدى الاتحاد السوفياتي مرافق تجسس إلكتروني في كوبا لمراقبة الولايات المتحدة.
وعندما أقامت موسكو قاعدة صواريخ نووية على كوبا في 1962 ضربت الولايات المتحدة حصارًا على الجزيرة، الأمر الذي هدد بتصادم القوتين العظميين حينها، قبل التوصل إلى اتفاق لحلّ الأزمة.
وسحب الاتحاد السوفياتي الصواريخ النووية من كوبا فيما سحبت واشنطن صواريخها ذات القدرة النووية من تركيا بعدما اعتبرها السوفيات تهديدًا لهم.
ويأتي التحرك الصيني في كوبا بعد رصد منطاد صيني على ارتفاعات عالية فوق الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، وقد جال من غرب إلى شرق البلد فوق منشآت عسكرية حساسة قبل أن تسقطه مقاتلة أميركية قبالة الساحل الشرقي.