Skip to main content

اغتيالات ومجازر عرقية وعمليات نهب.. من يطفئ نيران الصراع في دارفور؟

الخميس 15 يونيو 2023

أدانت جهات دولية ومحلية سودانية قتل والي ولاية غرب دارفور خميس عبد الله أبكر بعدما اختطفته ميليشيات مسلحة.

الجيش السوداني وجه أصابع الاتهام بالجريمة إلى قوات الدعم السريع التي اتهمت بدورها من وصفتها بـ"استخبارات القوات الانقلابية" بالمسؤولية عن مقتله في إشارة إلى الجيش السوداني.

إلى ذلك، هددت قوات "تحالف القوى الشعبية" بالانتقام لمقتل زعيمها خميس أبكر، مؤكدة أنها تحتفظ بحق الرد.

حادثة اغتيال والي غرب دارفور نكأت من جديد جراح إقليم دارفور السوداني الذي لطالما دفع فاتورة باهظة الثمن للاقتتال الدائر في السودان منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، ولا سيما مدينة الجنينة الأكثر احتضانًا للمعارك وأعمال العنف.

وتشير التقارير إلى تعرض المدنيين في دارفور إلى عمليات قتل ممنهجة على أساس هويتهم العرقية، فضلًا عن عمليات السلب والنهب والفلتان الأمني وتدهور الأوضاع الإنسانية.

رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس حذر من أن أعمال العنف التي يشهدها إقليم دارفور قد ترقى إلى "جرائم ضد الإنسانية"، كما أعلن حاكم الإقليم مني ميناوي أن المنطقة أصبحت منطقة منكوبة.

في غضون ذلك، وفي ظل هذا الواقع، علت أصوات محلية ودولية مطالبة بتدخل دولي فوري في إقليم دارفور الذي يضم ربع سكان السودان.

فقد تسبب النزاع في هذا الإقليم على مدى العقدين الماضيين بمقتل أكثر من 300 ألف شخص ونزوح مليونين ونصف المليون وفق أرقام الأمم المتحدة.

"صمت مريب"

وفي هذا الإطار، وجه الأكاديمي والباحث العسكري والأمني محمد عوض الله أصابع الاتهام إلى قوات الدعم السريع بقتل خميس أبكر، متهمًا هذه القوات بجر إقليم دارفور إلى الصراع العرقي والقبلي.

وأشار في حديث إلى "العربي" من باريس إلى أن هذه الجريمة "تمت بدم بارد وعن سابق الإصرار والترصد"، متحدثًا عن تحريض ضد والي غرب دارفور سبق قتله.

عوض الله استغرب ما سماه "الصمت المريب" للقوى السياسية السودانية، وكذلك القوى الإقليمية والدولية إزاء الجريمة، مؤكدًا أنه لم يلمس أي إدانات صريحة وواضحة لما حصل.

ولفت إلى أن قوات الدعم السريع تنشر الفوضى في أنحاء السودان، داعيًا إلى تصنيفها "منظمة إرهابية"، محذرًا من أن عدم "تحجيم" هذه القوات قد ينجم عنه انتقال الصراع إلى دول مجاورة على غرار تشاد وإفريقيا الوسطى.

"إبادة جماعية" في دارفور

بدورها، شددت أستاذة العلوم السياسية والخبيرة في الشؤون الإفريقية هبة البشبيشي على أن ما يتعرض له أهالي إقليم دارفور هو إبادة جماعية، في ظل تناحر قبلي وتغذية لهذا الصراع.

وأكدت لـ"العربي" من القاهرة أن الوضع في هذا الإقليم أصبح "أسوأ مما نتخيل"، مستغربة وقوع جرائم كالتي طالت خميس أبكر في العام 2023 وفي ظل حديث السودان عن الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة على حد تعبيرها.

وقالت: "لا بد من إدانة من قام بهذه الجريمة وتقديم الأفراد والأشخاص الذين قاموا بهذا الفعل المشين للمحاكمة العاجلة حتى لا يتكرر هذا المشهد غير الإنساني مرة أخرى".

البشبيشي دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى أن يتحركا إزاء ما يجري في دارفور، وإعلان عقوبات على القيادات العسكرية المتسببة بهذه المأساة.

هل يصب اغتيال خميس أبكر بمصلحة حميدتي؟

أستاذ العلوم السياسية الوليد آدم مادبو أسف للاعتداء على رمز سيادي للدولة بشقيها السياسي والقبلي، معتبرًا أن اغتيال خميس أبكر فاجعة كبيرة جدًا.

وأكد في حديث إلى "العربي" من الدوحة أن الدولة السودانية حاليًا في حال من الفوضى، حيث انتقل الصراع السياسي إلى قبلي.

وعن اتهام قوات الدعم السريع بالجريمة، دعا مادبو إلى "التروي بعض الشيء" في هذا الأمر لأن قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) زار قبل فترة مدينة جنينة لمرات عدة وقام بمصالحات قبلية هناك.

مادبو الذي شدد على أنه لا يؤيد فكرة وجود جيشين في دولة واحدة، اعتبر أن ليس من مصلحة حميدتي والدعم السريع حاليًا استثارة ضغائن قبلية وسياسية في هذه المنطقة بالذات التي تعد الحاضنة التي تنطلق منها هذه القوات.

المصادر:
العربي
شارك القصة