الجمعة 13 Sep / September 2024

عشية مؤتمر جنيف.. مصر تؤكد أهمية وقف الاقتتال بشكل دائم في السودان

عشية مؤتمر جنيف.. مصر تؤكد أهمية وقف الاقتتال بشكل دائم في السودان

شارك القصة

أميركا والسعودية تعلنان عن اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لمدة 72 ساعة (الصورة: رويترز)
دخلت هدنة جديدة لمدة 72 ساعة حيز التنفيذ في السودان صباح الأحد، عشية انعقاد مؤتمر لتنسيق المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها نحو نصف سكان البلاد.

قبيل مؤتمر لتنسيق الاستجابة الإنسانية للسودان يوم غد الإثنين في جنيف، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد على أهمية وقف الاقتتال بالسودان بشكل دائم وبدء حوار سلمي بين طرفي النزاع.

وحسب بيان للرئاسة المصرية، جاء ذلك خلال استقبال الرئيس المصري في القاهرة نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار، بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، دون الإشارة لموعد وصول المسؤول السوداني أو مدة زيارته.

مالك عقار في القاهرة

وهذه أول زيارة يجريها عقار إلى مصر منذ تعيينه نائبًا لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، في 19 مايو/ أيار الماضي، بديلًا عن محمد حمدان دقلو "حميدتي" قائد قوات الدعم السريع التي تخوض نزاعًا مسلحًا ضد جيش البلاد منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي إثر خلافات بينهما.

ودخلت هدنة جديدة لمدة 72 ساعة حيز التنفيذ في السودان صباح الأحد، عشية انعقاد مؤتمر لتنسيق المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها نحو نصف سكان البلاد.

وسبق للجيش وقوات الدعم السريع أن أبرما، غالبًا بوساطة سعودية أميركية، أكثر من هدنة منذ اندلاع النزاع بينهما، لكن لم يتمّ الالتزام بها كليًا على الأرض.

إلا أن الطرفين التزما إلى حد بعيد بالهدنة الأخيرة التي سرت نهاية الأسبوع الماضي لمدة 24 ساعة، حيث يتبادل طرفا الصراع الاتهامات بارتكاب خروقات.

وخلال اللقاء، أشار عقار إلى "مجريات الجهود الرامية لتسوية الأزمة، على النحو الذي يحافظ على وحدة وتماسك الدولة، فضلاً عن سبل التعاون والتنسيق لإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة".

وأشاد بجهود مصر في المساهمة بالحفاظ على سلامة واستقرار السودان.

"وقف الاقتتال أولوية"

بدوره، قال الرئيس السيسي: إن "وقف الاقتتال وإطلاق النار بشكل دائم وشامل، وبدء عملية الحوار السلمي بما يفضي إلى تحقيق إرادة الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والتنمية، هي الأولويات التي ينبغي تكثيف الجهود من أجل تنفيذها".

وشدد على "قيام مصر ببذل أقصى الجهد لتحقيق التهدئة وحقن الدماء ودفع مسار الحل السلمي، ودعم مصر الكامل للسودان وتماسك دولته، ووحدة وسلامة أراضيه".

وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/ أيار الماضي محادثات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقع خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.

وتسبّب النزاع بمقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أنّ الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظّمات دوليّة.

كذلك، تسبّبت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفًا منهم إلى دول الجوار، وفق المنظّمة الدوليّة للهجرة.

وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدوديّة مع إقليم دارفور، حيث تثير الأوضاع قلقًا متزايدًا خصوصًا في الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.

25 مليون شخص بحاجة لمساعدة

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان المقدّر بـ45 مليونًا، للمساعدة في بلد كان يعد من أكثر دول العالم فقرًا حتى قبل النزاع.

وتسببت المعارك بنقص في المواد الغذائية والخدمات الأساسية. وتؤكد مصادر طبية أن ثلاثة أرباع المستشفيات الواقعة في مناطق القتال باتت خارج الخدمة.

وأعلنت السعودية التي تترأس المؤتمر بالشراكة مع دول وأطراف أخرى، أن مؤتمر جنيف هدفه "إعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة".

بدورها، حذّرت ممثلة يونيسيف مانديب أوبراين من أن "مستقبل السودان على المحك، ولا يمكننا أن نقبل الخسارة والمعاناة المتواصلة لأطفالهم"، مضيفة: "الأطفال عالقون في كابوس بلا هوادة، يتحمّلون العبء الأكبر لأزمة عنيفة لم يكن لهم أي دور في اندلاعها".

وأسفت أوبراين قبل يومين، لأن هؤلاء باتوا أسرى "النيران، مصابين، يتم استغلالهم، نازحين ويواجهون الأمراض وسوء التغذية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close