أُرجئ تصويت مجلس الأمن لإنهاء بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي بناء على طلب باماكو إلى وقت لاحق هذا الأسبوع بهدف متابعة المناقشات الجارية.
وكان وزير خارجية مالي عبد الله ديوب قد طلب في 16 يونيو/ حزيران من الأمم المتحدة سحب بعثة "مينوسما" لحفظ السلام بشكل فوري من البلاد.
ورغم أن موافقة الدولة المضيفة يعد أساسيًا لإرسال مهمة حفظ السلام، لكن القرار الذي صاغته فرنسا يقترح فترة ستة أشهر لسحب أكثر من 12 ألف جندي وشرطي منتشرين في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، بحسب مصادر دبلوماسية.
استمرار المناقشات
وأوضح مصدر دبلوماسي أنه تم إرجاء التصويت المقرر الخميس إلى الجمعة، وهو اليوم الأخير من التفويض المعطى لبعثة "مينوسما"، بسبب استمرار المناقشات بين أعضاء المجلس والأمم المتحدة ومالي.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر دبلوماسي آخر أن مالي طلبت تقصير فترة الستة أشهر، لكن ذلك يصعّب الانسحاب.
Rapport du SG sur le #Mali 🇲🇱#A4P pic.twitter.com/ptDMMuvFgj
— MINUSMA (@UN_MINUSMA) June 16, 2023
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الإثنين إن "أي جهد لنقل الآلاف من قوات حفظ السلام مع كل معداتهم ومنشآتهم وموظفيهم المساندين يستغرق وقتا"، مطالبا بـ"جدول زمني معقول".
ومن جهتها، دعت الولايات المتحدة التي أعربت عن أسفها لقرار مالي إلى "انسحاب منظم ومسؤول".
ألمانيا تسرّع سحب جنودها
أمّا ألمانيا فتتطلع إلى تسريع سحب جنودها من مالي، على أن يتم ذلك بطريقة منظمة، في ضوء انتهاء مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المقرر في 30 يونيو/ حزيران، وفق تصريحات وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس لقناة "زد.دي.إف" اليوم الأربعاء.
وقال بيستوريوس: "بالنسبة لنا، يعني هذا أننا سنحاول الخروج بشكل أسرع من مالي، لكن بطريقة منظمة".
وتهدف ألمانيا التي نشرت نحو ألف جندي في مالي، إلى الانتهاء من سحب قواتها بالفعل بحلول مايو/ أيار 2024.
دور بعثة "مينوسما"
وقد تأسست بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) في العام 2013، خلفًا لبعثة الدعم الدولي لمالي بقيادة إفريقية، للمساعدة في إرساء الاستقرار في دولة مهددة بالانهيار تحت وطأة ضغط الجهاديين.
وتقوم البعثة، التي جدّد لها في العام 2022 وينتهي تفويضها في 30 يونيو/ حزيران بدعم تطبيق اتفاقية سلام مهمة مع مجموعات متمردة سابقة غير جهادية في الشمال، بالإضافة إلى مساعدة السلطات المالية في وسط البلاد الذي يشهد أيضًا أعمال عنف.
ومنذ عام 2013، قُتل 187 من أعضاء البعثة في هجمات نُفّذ كثير منها بعبوات ناسفة يدوية الصنع وألغام، بينهم اثنان قُتلا في هجوم الأسبوع الماضي.
ويأتي هذا بعد نحو عام على إعلان وزارة الجيوش الفرنسية مغادرة آخر جنودها في قوة برخان التي كانت مكلفة بمقاتلة الجهاديين في مالي، منهية بذلك تسعة أعوام من تواجد "برخان" في الدولة الإفريقية، على خلفية علاقات متوترة بين باريس والمجلس العسكري الحاكم في باماكو.