تتوسع العملية العسكرية الإسرائيلية على مدينة جنين ومخيمها، والتي انطلقت منذ ساعات صباح اليوم الإثنين الأولى، بحيث يستمر العدوان بعدما كانت طائرات الاحتلال قد استهدفت بالصواريخ عدة مواقع داخل المخيم وعلى أطرافه، بينما ترصد تعزيزات عسكرية إضافية تتجه إلى داخل جنين.
وبحسب مراسل "العربي" من القدس أحمد دراوشة، يبدو أن قوات الاحتلال تنفذ الآن عدّة مهمات بعد المهمة الأولى، وهي فصل مخيم جنين عن محيطه، وتحديدًا مدينة جنين الملاصقة من أجل فرض حصار على الأهالي داخل المخيم.
وحشدت قوات الاحتلال أكثر من 1000 جندي إسرائيلي اقتحموا مخيم جنين، خلال الساعات الماضية، وينفذون الآن عدة مهمات يقوم بها جنود الاحتلال أوّلها محاولة الوصول إلى ما تسميه إسرائيل مختبرات تصنيع الأسلحة داخل المخيم.
البحث عن "مختبرات" للمقاومة
ويردف دراوشة أن قوات الاحتلال "تبحث عن الأماكن التي يتم فيها تصنيع العبوات الناسفة تحديدًا، وشديدة الانفجار، والتي تم استخدامها خلال الأسابيع الماضية ضدّ آليات الاحتلال في جنين. كذلك يبحثون عن معامل تصنع فيها صواريخ بدائية الصنع، وأطلقت الأسبوع الماضي، واحد منها كان للتجربة بحسب تقديرات المسؤولين الإسرائيليين".
بالإضافة إلى ذلك، يشير مراسلنا إلى أن الجيش الإسرائيلي ينفّذ عمليات اعتقال لمطلوبين فلسطينيين، كانوا قد انتقلوا من مناطق مختلقة في الضفة الغربية إلى جنين، إلى جانب معتقلين من داخل مخيم جنين نفسه.
هدم منازل واعتقالات
يتزامن ذلك أيضًا، مع تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات هدم بعدما أخلت خلال الساعات المنصرمة أكثر من عائلة فلسطينية من منازلها داخل المخيم، بهدف هدم هذه المنازل التي صدرت أوامر بهدمها من قبل الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية.
في هذا الصدد يشدد دراوشة على أن جيش الاحتلال الذي لم يتمكن من اقتحام المخيم في السابق لهدم هذه المنازل، "يستغل الآن هذه الفرصة من أجل تنفيذ هذا الأمر".
أما عدد الفلسطينيين الذين اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي داخل المخيم، اليوم الإثنين، فيقدر بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي بـ15 معتقلًا. كذلك تحدثت وسائل إعلام عبرية عن إجراء جيش الاحتلال عمليات تحقيق ميدانية مع المعتقلين الفلسطينيين داخل المخيم، بهدف معرفة ما يجري داخل المخيم وأماكن المختبرات التي يتم فيها تصنيع الأسلحة، بحسب ادّعاء الجيش الإسرائيلي.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، قد ذكرت أن عدد الشهداء في عملية جنين اليوم، هو ثلاثة داخل المخيم، فيما يقدر الاحتلال الإسرائيلي أن يكون قد قتل ما بين 6 و10 فلسطينيين.
صمت العالم عن قتل الفلسطينيين
بدوره، أكّد أمين سر حركة "فتح" عطا أبو رميلة في مداخلة مع "العربي" أن مقاتلي المقاومة الفلسطينية صامدون أمام اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمخيم جنين، مستنكرًا ازدواجية معايير العالم الذي يتحدث عن أوكرانيا ويصمت أمام مقتل الفلسطينيين في الشوارع.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن هذه العملية الكبيرة في جنين، خطط لها منذ عام وتم التعديل عليها وأجّلت عدّة مرات، قبل أن تنفّذ اليوم بمؤازرة برية وجوية من جميع الفرق الإسرائيلية.
في هذا الصدد، يقول أبو رميلة إن الاحتلال يحاول من خلال هذا العدوان الموسّع إجبار المدنيين على الخروج من المنازل، فيما تستهدف قواته البيوت الآمنة، مردفًا: "الكل مستهدف داخل المخيم".
