الأحد 17 نوفمبر / November 2024

5 شهداء في الضفة الغربية.. الاحتلال يوسع عدوانه على جنين

5 شهداء في الضفة الغربية.. الاحتلال يوسع عدوانه على جنين

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين (الصورة: غيتي)
تواصل قوات الاحتلال عمليتها العسكرية الواسعة في مدينة جنين ومخيمها ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 27 بينهم 7 بحالة الخطر.

استشهد، فجر اليوم الإثنين، 4 فلسطينيين، وأصيب 27 آخرون بينهم 7 بجروح خطيرة، جرّاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وعُرف من بين الشهداء، الشاب سميح فراس أبو الوفا (21 عامًا)، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب متأثرًا بإصابته الحرجة في الرأس خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على جنين، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة الشهداء منذ الصباح إلى 4 شهداء و27 إصابة بينها 7 في حالة الخطر.

وكانت طائرات الاحتلال قد استهدفت بالصواريخ عدة مواقع داخل مخيم جنين وعلى أطرافه، ما أدى إلى استشهاد الشاب أبو الوفا، وشابين آخرين لم تعرف هويتهما بعد.

وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات عسكرية مدرعة مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيمها، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم.

استهدفت طائرات الاحتلال بالصواريخ عدة مواقع داخل مخيم جنين وعلى أطرافه
استهدفت طائرات الاحتلال بالصواريخ عدة مواقع داخل مخيم جنين وعلى أطرافه - غيتي

واستولت قوات الاحتلال على عدد من المنازل والبنايات المطلة على المخيم، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.

في المقابل، تصدى مقاومون بأسلحتهم الرشاشة والقنابل المحلية لقوات الاحتلال، وجرت اشتباكات ضارية بين الطرفين، وأشعل الشبان عددًا كبيرًا من الإطارات المطاطية في شوارع المخيم.

وأفاد مراسل "العربي"، بأن القصف الإسرائيلي تركز في أكثر من منطقة داخل مخيم جنين وخارجه، فيما انتشرت الآليات العسكرية الإسرائيلية بكثافة في محيط المخيم، مشيرًا إلى أن المواجهات انتقلت إلى مناطق أخرى داخل المدينة حيث حاول عشرات الفلسطينيين قطع الطرق ومنع جيش الاحتلال الإسرائيلي من الوصول لتعزيز قواته الموجودة في محيط مخيم جنين.

وفيما أشار إلى أن قوات الاحتلال تحاول الدخول إلى داخل عمق مخيم جنين مستخدمة الجرافات العسكرية الإسرائيلية لإزالة حواجز، أكد أن المقاتلين الفلسطينيين يستخدمون عبوات ناسفة كبيرة الانفجار تؤثر وتعطل من إمكانية دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى داخل المخيم.

ونقلت "وفا" عن شهود عيان إن قوات الاحتلال التي تحاصر المخيم من مختلف الجهات تمنع مركبات الإسعاف من دخوله لنقل المصابين لتلقي العلاج.

وتعمدت جرافات الاحتلال العسكرية إلحاق أضرار جسيمة بممتلكات المواطنين، كما جرفت عديد الطرق الرئيسية المؤدية إلى المخيم وأخرى فرعية في محيطه، الأمر الذي أعاق وصول مركبات الإسعاف إلى بعض المنازل لإخلاء المصابين.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن هناك إصابات لم يتمكن من الوصول إليها بسبب الدمار الذي خلفته جرافات الاحتلال في مخيم جنين.

أعاقت قوات الاحتلال وصول مركبات الإسعاف إلى بعض المنازل لإخلاء المصابين
أعاقت قوات الاحتلال وصول مركبات الإسعاف إلى بعض المنازل لإخلاء المصابين - غيتي

وكان جيش الاحتلال أعلن في وقت مبكر من فجر اليوم الإثنين، عن البدء بعملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية.

وأوضح الناطق باسم جيش الاحتلال في بيان له أن قيادته أطلقت اسم "بيت وحديقة" على العملية الواسعة التي استهدف خلالها عدة مناطق متفرقة من مخيم جنين.

وزعم الناطق العسكري أن الغارات استهدفت مقرات تحكم وقيادة لغرفة العمليات التابعة للفصائل الفلسطينية وكذلك لكتيبة جنين بالإضافة إلى مواقع تسليح وتجمع للمسلحين.

جريمة حرب جديدة

سياسيًا، أكدت الرئاسة الفلسطينية، أن الأمن والاستقرار لن يتحققا في المنطقة ما لم يشعر بهما الشعب الفلسطيني.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: إن "ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل".

وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يركع ولن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء، وسيبقى صامدًا فوق أرضه في مواجهة هذا العدوان الغاشم، حتى دحر الاحتلال ونيل الحرية.

وشدد أبو ردينة على أن كل هذه الجرائم التي ترتكبها حكومة الاحتلال ومستوطنوها الإرهابيون لن تحقق الأمن والاستقرار لهم، ما لم يشعر به الشعب الفلسطيني.

وطالب المجتمع الدولي بالخروج عن صمته المخجل والتحرك الجدي لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها، ومحاسبتها على كل هذه الجرائم.

ردود فعل فصائل المقاومة

وفي ردود الفعل أكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في غزة أن استمرار العدوان على جنين وسلوك الاحتلال هو ما سيحدد طبيعة رد المقاومة.

وأضافت في بيان أن المقاومة في كل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم.

بدورها، أكدت حركة "حماس"، أن العدوان الواسع على جنين القسام لن يحقق أهدافه، وسيفشل العدو الإسرائيلي، مشيرة إلى أن حكومة العدو الفاشية المتطرفة وعلى رأسها نتنياهو المجرم يتحملون كافة المسؤولية عما يجري من عدوان ضد جنين.

وشددت الحركة على أن جنين أثبتت على مر التاريخ أنها عصية على الكسر ولديها قدرة عظيمة على الصمود في وجه العدو.

ونوهت بأن الاحتلال لن يستطيع أن يحسم المعركة ضد المقاومة، والشعب الفلسطيني الذي سيواصل نضاله وقتاله حتى تحقيق أهدافه بالحرية والاستقلال.

ولفتت الحركة إلى أن جنين ومعها كل مدن فلسطين التاريخية ستواصل ثورتها وانتفاضتها بالرغم من جرائم الاحتلال، مؤكدة أن إرادة الصمود لدى الشعب الفلسطيني هي أقوى من الآلة العسكرية للاحتلال.

من جانبها، شددت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على أن جنين لن تستسلم، والمقاتلون عاقدون العزم على المواجهة والقتال مهما بلغت التضحيات، مؤكدة على أن كل الخيارات مفتوحة لضرب الاحتلال ردًا على عدوانه في جنين.

وقالت الجهاد: “العدوان على جنين لن يحقق أهدافه، وسنبقى جنين عنوانًا للصمود، وجنين لن تستسلم، ومقاتلونا عاقدون العزم على المواجهة والقتال مهما بلغت التضحيات”.

وأكدت أن العدو الإسرائيلي يتحمل كامل المسؤولية عن كل ما سيترتب على هذا العدوان.

وتابعت: “المقاومة ستواجه العدو وستدافع عن الشعب الفلسطيني، وكل الخيارات مفتوحة لضرب العدو رداً على عدوانه في جنين”.

الشهيد سميح فراس أبو الوفا من مخيم جنين
الشهيد سميح فراس أبو الوفا من مخيم جنين - وسائل التواصل

من ناحيتها، قالت حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ "فتح"، إن عدوان الاحتلال الإسرائيلي الهمجي على مخيم جنين؛ لن يثنينا عن الاستمرار في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، حتى انتزاع الحرية والاستقلال.

ونعت حركة "فتح"، في بيان، شهداء مخيم جنين، مؤكدة أن هذا العدوان يثبت بما لا يدع مجالًا للشك؛ وهن منظومة الاحتلال الإرهابية التي لم تجد سوى القصف التدميري، والاستخدام غير المتكافئ للقوّة.

وبينت أن حكومة الاحتلال المأزومة تحاول من خلال إراقة الدماء البحث عن مسارات تصعيديّة للحيلولة دون تفاقم أزماتها الداخلية.

شهيد في رام الله

وفي سياق متصل، استشهد فلسطيني، فجر الإثنين، برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مدينة رام الله، شمالي الضفة الغربية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان  "استشهاد محمد عماد حسنين (21 عامًا) برصاص الاحتلال الحي في الرأس، عند مدخل البيرة الشمالي".

وفي وقت سابق قالت الوزارة إن "إصابة حرجة برصاص الاحتلال الحي في الرأس وصلت إلى مجمع فلسطين الطبي من مدخل البيرة ".

وكان الشاب حسنين وهو من قطاع غزة ويسكن في مدينة رام الله، قد أصيب برصاصة في رأسه، أطلقها جنود الاحتلال باتجاهه أثناء وجوده مع عدد آخر من الشبان، خرجوا في مسيرة عفوية عند مدخل مدينة البيرة، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها.

والشهر الماضي، أسفرت عملية إسرائيلية في جنين، عن استشهاد 5 فلسطينيين بينهم طفل، وإصابة العشرات، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال التي اقتحمت المدينة ومخيمها.

في حين، أصيب 7 جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي، إثر تفجير عبوة ناسفة في مركبة عسكرية إسرائيلية مصفحة من طراز "الفهد" خلال اقتحام قوات الجيش لمدينة جنين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close