8 شهداء و50 جريحًا.. إعلان خطة طوارئ صحية في جنين

أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، اليوم الإثنين، أن الوزارة تعمل بـ"خطة طوارئ قصوى" في مدينة جنين التي تشهد اجتياحًا إسرائيليًا يستهدف مخيمها واستخدم فيه الاحتلال الطائرات والمسيّرات والمدرعات والجرافات.

وأفادت الوزيرة الفلسطينية بأنّه جرى إرسال "ما يلزم من طواقم تشمل أطباء وممرضين ومستلزمات طبية ووحدات دم وسيارات وطواقم إسعاف إلى عدد من مركز العلاج في جنين ونابلس وقلقيلية لإسناد عمل الطواقم وتقديم العلاج".

وأشارت إلى أنّ وزارة الصحة تعمل منذ اللحظات الأولى لعدوان الاحتلال على جنين "على تنسيق مستمر لنقل الحالات الحرجة إلى مستشفيات قلقيلية ونابلس لتخفيف الضغط وتقديم ما يلزم من علاج".

جرافات الاحتلال

ميدانيًا، تواجه جرافات الاحتلال التي تحاول اقتحام والتقدم والتوغل أكثر في أحياء مخيم جنين شمال الضفة الغربية، بمقاومة شرسة من قبل أهالي المخيم بالحجارة والرصاص الحي وبالعبوات الناسفة محلية الصنع.

وفي محاولة للتصدي لاقتحام الاحتلال، يلقي أهالي مخيم جنين عبوات ناسفة باتجاه الجرافات الإسرائيلية من كل الاتجاهات.

يأتي هذا التطور، فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مخيم جنين، حيث سجل استشهاد 8 فلسطينيين على الأقل في العملية الواسعة التي تشنها حكومة بنيامين نتنياهو في شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأفاد مراسل "العربي" من مخيم جنين، أن جرافات الاحتلال تحاول التوغل أكثر فأكثر في داخل المخيم، فيما يحاول أهالي المخيم التصدي للاقتحام الواسع.

وأشار إلى أن جرافات الاحتلال تحاول التقدم داخل مخيم جنين، وتفتح طرقًا وتزيح السواتر الترابية لتسهيل دخول الجيبات العسكرية داخل المخيم.

وإثر ذلك، أطلق مقاومون فلسطينيون الرصاص بكثافة تجاه الجرافات التي تقوم بشق الطرق وسط مخيم جنين، لمنعهم من الاقتراب من أزقة المخيم في الأماكن التي يتمركز فيها المقاتلون الفلسطينيون.

وفيما أفاد مراسلنا بوقوع اشتباكات عنيفة بين المقاتلين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، أشار إلى انفجار عبوة ناسفة كبيرة في إحدى الآليات العسكرية الإسرائيلية.

ومنذ فجر الإثنين، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة بمدينة جنين ومخيمها، استخدم فيها طائرات مروحية ومسيرات وقوات برية، أسفرت عن استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة 50 آخرين بينهم 10 في حالة الخطر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن العملية تستهدف غرفة العمليات المشتركة للفصائل ومسلحين فلسطينيين، مشيرًا إلى إصابة جندي واعتقال 15 فلسطينيًا في العملية.

وفي سياق متصل، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، وبناية سكنية داخل مخيم جنين.

وقصفت قوات الاحتلال عمارة سكنية تعود للمواطن أبو إياد الصباغ في المخيم بعد استهدافها بصاروخين، وتم إخلاؤها من ساكينها بالكامل.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص صوب المواطنين أمام الطوارئ في مستشفى ابن سينا، مضيفة أن الاحتلال يستخدم المواطنين كدروع بشرية في منطقة طلعة الغُبَّز في مخيم جنين.

قطر تدين عدوان الاحتلال على جنين

وفي سياق ردود الفعل العربية، أدانت دولة قطر، عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتكرر على مدينة جنين ومخيمها، معتبرة إياه حلقة جديدة في سلسلة اعتداءات الاحتلال المستمرة وجرائمه المروعة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

وحذرت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها اليوم الإثنين، من تلاشي فرص السلام واتساع دائرة العنف بسبب التصعيد الإسرائيلي المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وشددت على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي وإجبارها على احترام قرارات الشرعية الدولية.

وجددت دولة قطر موقفها الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

تشييع جثمان الشهيد الشاب محمد حسنين

في غضون ذلك، شيع مئات الفلسطينيين في مدينة البيرة بالضفة الغربية، اليوم الإثنين، جثمان الشهيد محمد عماد حسنين (21 عامًا).

وانطلق موكب التشييع من أمام مجمع فلسطين الطبي، وصولًا إلى منزل عائلته الكائن في حي المصايف برام الله لوداعه، قبل الصلاة عليه في مسجد العين، ثم مواراته الثرى في مقبرة المدينة.

وحمل المشاركون جثمان الشهيد حسنين، الذي لُفّ بالعلم الفلسطيني، وجابوا به شوارع المدينة، مرددين الهتافات الغاضبة والمنددة بالجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال.

وكان الشاب حسنين وهو من قطاع غزة ويسكن في مدينة رام الله، قد أصيب برصاصة في رأسه، أطلقها جنود الاحتلال باتجاهه أثناء وجوده مع عدد آخر من الشبان، خرجوا في مسيرة عفوية عند مدخل مدينة البيرة، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها.

والشاب حسنين أسير سابق، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 15 مايو/ أيار 2019 بعد إصابته في قدمه اليمنى، ما أدى إلى تهتك في الأوعية الدموية لديه.