بالرقص والموسيقى الصاخبة، يحتفل بعض المغاربة بكرنفال "بوجلود"، أو كما يعرف أيضًا باسم "بيلمارون"، حيث يرتدون خلاله ملابس غريبة، ويتنكرون بأزياء وأقنعة مخيفة.
وأثارت مشاركة بعض المتنكرين حفيظة مواطنين، وخلقت جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، في حين يراها كثيرون موروثًا أمازيغيًا وشعبيًا.
ما هو كرنفال "بوجلود"؟
وكرنفال "بوجلود"، هو تقليد أمازيغي قديم، يحييه المغاربة احتفالًا بأيام عيد الأضحى، يرتدون خلاله جلود الذبائح من الماعز والأغنام، ويتنكرون بأزياء وأقنعة مبتكرة.
في هذا الصدد، تقول ريهام وهي مشاركة في كرنفال بوجلود "إن ثقافة بوجلود هي أمازيغية أصيلة 100%، تشتهر في الأغادير ونواحيها".
كما يجري خلال هذا الحدث، اختيار أفضل زي تنكري بعد احتفالات تستمر لأسبوع عقب عيد الأضحى.
كرنفال #بوجلود في #المغرب يثير جدلاً واسعاً بعد مشاركة متنكرين بأزياء وأقنعة أثارت حفيظة بعض المغاربة.. تعرف على قصته 👇 pic.twitter.com/dQ92SSt4uI
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) July 4, 2023
تحفظ مغربي واسع
في المقابل، أثار "بوجلود" حفيظة شريحة واسعة من المغاربة بسبب التعديلات "الغريبة" على بعض الأزياء التنكرية، وما وصف بالمشاهد غير التقليدية والبعيدة عن هدف هذا الاحتفال.
فقد غرّدت إحدى الصفحات كاتبةً: "بوجلود قديمًا كان عاديًا، طبيعيًا، وتلقائيًا بأدوات بسيطة جدًا.. اليوم مع الانفتاح على العالم أشاب لمسات جديدة خلقت نوعًا من الارتباك ما أدى إلى تحفظ البعض عليها".
كذلك، ذكّر آخرون بهدف الكرنفال قديمًا ألا هو جمع جلود الأضحية وزيارة كل المنازل لأخذ الجلد وما جادت به الأسر، كرمزٍ للمشاركة والكرم.
فبحسب إحدى المغردات، كانت بعض الأسر تشارك لحم الأضحية مع جامعي الجلود، وفي كل مساء كانوا يقومون بإشعال نار لشواء اللحم الذي جمعوه، على وقع الرقصات والأهازيج.
مناسبة أمازيغية تاريخية
من جهة ثانية، يُرجع باحثون جذور كرنفال "بوجلود" إلى قرون ما قبل الإسلام ويعتقدون أنه كان مناسبة تنظم بين أهالي القرى الأمازيغية في منطقة الدشيرة، وتحديدًا بمدينة أغادير المغربية.
أما هدفه، فكان الاحتفاء بالعيد وجمع المساعدات للمحتاجين، قبل أن يشهد أخيرًا تطورًا في مظاهر الاحتفال من ارتداء جلود الماعز والأغنام إلى أشكال وأزياء وأقنعة مستجدة.