تدرس السويد تجريم إحراق المصحف أو الكتب المقدسة الأخرى، على خلفية ما ألحقته وقائع إحراق المصحف في الآونة الأخيرة من ضرر بأمن السويد بحسب ما أفاد وزير العدل جونار سترومر اليوم الخميس.
وأثار إحراق المواطن العراقي المقيم في السويد سلوان موميكا (37 عامًا) نسخة من المصحف في العاصمة ستكهولم قبل أسبوع، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، إدانات رسمية ودعوات إلى وقف مظاهر "الإسلاموفوبيا" المحرضة على العنف والإساءة للأديان.
الحكومة السويدية تحلّل الموقف
وقال وزير العدل السويدي لصحيفة أفتونبلادت: إن الحكومة تحلل الموقف وتدرس إذا ما كان القانون بحاجة إلى التغيير.
وأضاف سترومر: "علينا أن نسأل أنفسنا إذا ما كان النظام الحالي جيدًا أو إذا ما كان ثمة داع لإعادة النظر فيه"، لافتًا إلى أن السويد أصبحت "هدفًا ذا أولوية" في الهجمات.
إحراق مصحف أمام مسجد بـ #السويد في العيد.. إدانات عربية ودولية واسعة و #المغرب يستدعي سفيره إلى أجل غير مسمى pic.twitter.com/Wv9HX79qy9
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) June 29, 2023
وتابع: "يمكننا رؤية أن إحراق المصحف الأسبوع الماضي تسبب في تهديد لأمننا الداخلي".
ورفضت الشرطة لدواع أمنية هذا العام عدة طلبات لتنظيم احتجاجات كان من المزمع أن تشمل إحراق المصحف، لكن محاكم سويدية ألغت قرارات الشرطة، قائلة إن هذه الأفعال تكفلها قوانين حرية التعبير الشاملة في السويد.
وأفسدت الواقعة أيضًا محاولة السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إذ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لا يمكنها الموافقة على طلب السويد قبل أن تتوقف وقائع إحراق المصحف.
"غضب واشمئزاز"
وأشعلت واقعة حرق المصحف غضبًا شعبيًا إسلاميًا، كما توالت الإدانات الدولية، إذ أدان بابا الفاتيكان فرانسيس الإثنين الماضي واقعة حرق المصحف، وأعرب عن "الغضب والاشمئزاز" حيال تلك الواقعة. وشدّد على ضرورة عدم استغلال مسميات حرية التعبير ذريعة "لإهانة الآخرين".
وسبق ذلك أن دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى اتخاذ تدابير جماعية ضد تكرار تدنيس المصحف الشريف والإساءة للنبي محمد (ص)، وذلك خلال اجتماع طارئ للأمانة العامة للمنظمة بعد واقعة حرق نسخة من المصحف في السويد.
كما أكد مجلس التعاون الخليجي في بيان أن مثل تلك التصرفات "تدل على حقد وكراهية وتطرف"، داعيًا إلى تحرك السلطات السويدية لوقفها "بشكل فوري".
ومن بين تلك المواقف، ما صدر الأحد المنصرم عن الاتحاد الأوروبي الذي ندّد بدوره بحرق المصحف في السويد، معتبرًا أن حرق المصحف أو غيره من الكتب المقدسة مهين وغير محترم وعمل استفزازي.
وهذه ليست الواقعة الأولى في السويد حيث يعيش أكثر من 600 ألف مسلم، ففي 21 يناير/ كانون الثاني الماضي أحرق زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية الشرطة.