الإثنين 16 Sep / September 2024

زودت كييف بقنابل عنقودية.. واشنطن: الهجوم المضاد أبطأ من المتوقع

زودت كييف بقنابل عنقودية.. واشنطن: الهجوم المضاد أبطأ من المتوقع

شارك القصة

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش الجدل المحتدم بعد قرار واشنطن المتوقع الذي يقضي بتزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية (الصورة: غيتي)
أعلنت واشنطن تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية، معتبرة أن هذه الخطوة تشكل عتبة مهمة في نوع التسليح المقدم إلى كييف لمواجهة الهجوم الروسي.

اعتبر مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة، أن الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية يسير بوتيرة أبطأ من المتوقع، لكن لا يزال من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات بشأن احتمالات تحقيق كييف مكاسب في ساحة المعركة.

وأمضت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون شهورًا في بناء ما يطلق عليه "جبل الصلب" من الأسلحة في أوكرانيا، وتدريب القوات الأوكرانية على تقنيات الأسلحة المشتركة لمساعدة كييف على اختراق الدفاعات الروسية الهائلة خلال هجومها المضاد.

لكن روسيا أمضت شهورًا أيضًا في حفر مواقع دفاعية، ونشر ألغام أرضية حولها، وتشييد تحصينات مدججة بالسلاح جعلت تقدم أوكرانيا في الشرق والجنوب بطيئًا ودمويًا.

"سير الهجوم المضاد"

وذكر كولين كال وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة للصحافيين: "من السابق لأوانه الحكم على سير الهجوم المضاد"، مضيفًا: "ما يزالون يختبرون الخطوط الروسية (و)المناطق الروسية لمعرفة نقاط الضعف".

وتابع المسؤول الأميركي: "سيكون الاختبار الحقيقي عندما يحددون هذه النقاط، ومدى سرعة قدرتهم على استغلال نقاط الضعف تلك".

جاءت تصريحات كال في الوقت الذي أعلن فيه توفير ذخائر عنقودية تأمل وزارة الدفاع الأميركية أن تساعد في ضمان امتلاك أوكرانيا لقوة نيران كافية.

وقال كال: "نريد التأكد من أن الأوكرانيين لديهم مدفعية كافية لإبقائهم في القتال في سياق الهجوم المضاد الحالي، ولأن الأمور تسير بشكل أبطأ قليلًا، مما كان يأمل البعض".

واشنطن تؤكد أن الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية يسير بوتيرة أبطأ
واشنطن تؤكد أن الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية يسير بوتيرة أبطأ - غيتي

وأعرب بعض المسؤولين الأميركيين، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، عن تفاؤلهم بأن كييف لديها كل الأسلحة التي تحتاجها، بما في ذلك أجهزة تطهير خطوط الألغام وكاسحات الألغام.

وقد تحظى أوكرانيا أيضًا بفرصة فريدة في أعقاب التمرد المسلح الذي قام به يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة في الشهر الماضي، والذي يقول المسؤولون الأميركيون إنه كشف الآثار المدمرة لحرب الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا.

وقال ألكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا الخميس إن بريغوجين لا يزال في بلاده مع الآلاف من مقاتلي فاغنر.

ذخائر عنقودية

وكان البيت الأبيض أعن قراره تزويد أوكرانيا قنابل عنقوديّة، معتبرًا أن هذه الخطوة التي تشكل عتبة مهمة في نوع التسليح المقدم إلى كييف لمواجهة الهجوم الروسي، هي "الصواب" الذي يجب فعله.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أن قرار بلاده تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية كان "صعبًا جدًا"، إلا أن كييف في حاجة إليها نظرًا لاستنزاف ذخيرتها في مواجهة الهجوم الروسي.

وقال بايدن لشبكة "سي إن إن" الأميركية: "كان قرارًا صعبًا جدًا من جانبي. وبالمناسبة، لقد بحثتُ فيه مع حلفائنا".

وأكد أنه قرر في نهاية المطاف "اتباع توصية وزارة الدفاع" لتزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية لفترة "مؤقتة".

وشدد على أن "الأمر الأساس هو إما أن يمتلكوا هذه الأسلحة لوقف الروس الآن ومنعهم من وقف الهجوم الأوكراني (المضادّ)... أو لا يمتلكونها. وأعتقد أنّهم في حاجة إليها".

من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان: إن الخطوة "قرار صعب، وكنا قد أرجأناه" فترة من الزمن، مشددًا على أن الإقدام عليه راهنًا هو "الصواب".

وأكد ساليفان أيضًا أن الأوكرانيين قدموا ضمانات "خطية" حول سُبل استخدام هذه الأسلحة، للتقليل من "الأخطار التي تشكلها على المدنيين".

وأثار الإعلان الأميركي غضب منظمات إنسانية أعادت التذكير بالأثر الكارثي لهذه الأسلحة على المدنيين.

أردوغان يكرر دعمه كييف

وبعد اجتماع في اسطنبول مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة أن أوكرانيا "تستحق الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي".

وتسعى كييف للانضمام إلى الأطلسي، لكن الولايات المتحدة حذرت الجمعة من أن أوكرانيا "لن تنضم إلى الناتو" بعد قمة الحلف المقرر عقدها الثلاثاء والأربعاء في فيلنيوس.

وأعلن أردوغان أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيزور تركيا "الشهر المقبل" (أغسطس/ آب)، مشددًا على ضرورة "عودة روسيا وأوكرانيا إلى مباحثات السلام".

كما عبر أردوغان الذي كان يتحدث إلى جانب نظيره الأوكراني، عن أمله في تمديد اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانيّة التي أبرمت في يوليو/ تموز 2022 برعاية الأمم المتحدة وتركيا.

وقال الرئيس التركي "نأمل في تمديد الاتّفاقية"، بينما كانت روسيا قد أعلنت أنها لا ترى أي سبب لتمديدها عند انتهاء صلاحيتها في 17 يوليو.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - غيتي

ووصل زيلينسكي مساء الجمعة إلى اسطنبول حيث اجتمع مع أردوغان، قبل بضعة أيام من قمة مهمة للحلف الأطلسي.

وزيارة زيلينسكي تركيا هي المحطة الأخيرة ضمن جولة دولية أجراها بهدف الحصول على مزيد من الأسلحة الغربية، ودعم مساعي كييف للانضمام إلى الأطلسي، علما بأنها أول زيارة يُجريها لهذا البلد منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.

لكنّ الولايات المتحدة نبهت الجمعة إلى أن أوكرانيا "لن تنضم إلى الأطلسي" إثر قمة الحلف المقررة الثلاثاء والأربعاء في ليتوانيا. وأعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان أنّه لا تزال أمام كييف "مراحل عدّة يجب أن تعبرها قبل أن تصبح عضوًا" في الناتو.

إضافة إلى قمة الأطلسي، تناولت المباحثات بين زيلينسكي ونظيره التركي الذي تربطه علاقات وثيقة بكييف وموسكو في الوقت نفسه، الاتّفاق الذي يُتيح تصدير الحبوب الأوكرانيّة عبر البحر الأسود رغم الحرب.

وكتب زيلينسكي في تغريدة أنّ الاجتماع سيتطرّق أيضًا إلى "إعادة إعمار أوكرانيا" وإلى "عقود في مجال الدفاع".

وأفاد الكرملين الجمعة بأنّه يتابع "عن كثب" المحادثات بين زيلينسكي وأردوغان، متعهدًا بالحفاظ على "شراكة بنّاءة مع أنقرة" ومثنيا على "دور الوسيط" الذي يؤدّيه الرئيس التركي في النزاع في أوكرانيا.

"قوته في وحدته"

وقبل وصوله إلى اسطنبول، زار زيلينسكي سلوفاكيا وجمهورية تشيكيا وبلغاريا. وصرح في براتيسلافا "أعتقد أنّه ليست هناك وحدة موقف كافية حول هذه المسألة، وهذا يشكل تهديدًا لقوة الحلف"، مضيفًا أن "هذا الأمر في منتهى الأهمية لأمن العالم بأسره".

وأكد: "نتوقع وحدة صف من الحلف لأن قوّته في وحدته".

وأضاف أن روسيا تُعول على "ضعف الحلف وانقسامه" وهو ما "لا يمكن السماح به"، مطالبًا في الوقت نفسه بمساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، قبل أيام من قمة الناتو.

والجمعة، أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن قادة دول الناتو الـ31 "سيعيدون التأكيد على أن أوكرانيا ستصبح عضوًا في حلف شمال الأطلسي، وسيتحدون حول طريقة تقريب أوكرانيا من هدفها"، من غير أن يوضح الصيغة التي سيتمّ الاتّفاق عليها.

وأضاف: "نحن نتشاور ونعمل على الصياغة الدقيقة التي ستُعلن عندما نتوصّل إلى اتفاق" في هذا الشأن.

ومن براغ، حض زيلينسكي الغربيين مجددًا على إمداده بأسلحة بعيدة المدى، محذرًا من أن عدم توفيرها يبطئ الهجوم المضاد على القوات الروسية، والذي باشرته القوات الأوكرانية منذ شهر.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close