حركت قضية استقرار المهاجرين غير النظامين أسئلة قديمة حول مدينة صفاقس التونسية الساحلية وقضية الاندماج والانفتاح على الآخر فيها.
وتتباين الآراء حول هذا الأمر بين سكان هذه المدينة على اختلاف مشاربهم، فنوع يميز صفاقس حضاريًا وتاريخيًا ويقول إنها وبأحوازها وأطرافها أرض قابلة للآخر وللأجنبي، وهي واجهة بحرية منفتحة على غيرها من الأفارقة، بينما تصف جماعة أُخرى هذا الانفتاح بأنه سطحي وليس حقيقيًا.
ويأتي هذا التفاوت في الآراء بعد تداعيات جريمة قتل شاب تونسي هذا الشهر يشتبه أن مهاجرين قاموا بها، وهو الأمر الذي دفع محتجين لطرد بعض المهاجرين من منازلهم والاعتداء عليهم مع قيام السلطات بنقلهم إلى مناطق حدودية مع ليبيا والجزائر.
دور الخطاب الرسمي
لكن يبدو أن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي شملت صفاقس ككل محافظات تونس تظهر كسبب مباشر في ضيق بعض من أهل المدينة بالمهاجرين واعتقادهم بأنهم ينافسونهم على مواردها.
ما أبعاد تصاعد أزمة المهاجرين في #تونس على خلفية جريمة مقتل شاب تونسي "يشتبه" أن يكون على يد أحد المهاجرين ؟#للخبر_بقية pic.twitter.com/gd9czJU2OJ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 6, 2023
لكن مع ذلك لا يمكن تجاهل الخطاب الرسمي ودور السلطة الذي لم يكن، بحسب خبراء، في مستوى تجنيب المحافظة أزمة إضافية فوق أزماتها.
ويقول مواطنو صفاقس وطيف من نخبتها ومثقفيها إن مدينتهم لم تكن بيئة طاردة في الماضي ولن تكون كذلك مستقبلًا. لكن وفي ظل غياب دور الحكومة فقد سيطر خطاب جائر على وضع هؤلاء المهاجرين في المدينة.