الجمعة 1 نوفمبر / November 2024

ردًا على "تشدد" بكين.. ألمانيا تكشف عن إستراتيجية جديدة للتعامل مع الصين

ردًا على "تشدد" بكين.. ألمانيا تكشف عن إستراتيجية جديدة للتعامل مع الصين

شارك القصة

نافذة أرشيفية عبر "العربي" على الإستراتيجية الشاملة للأمن القومي التي أعلنت عنها ألمانيا (الصورة: رويترز)
أوضح المستشار الألماني أولاف شولتس أن إستراتيجية بلاده الجديدة تأتي ردًا على "الصين التي تغيرت وتبدي تشددًا متزايدًا".

أعلنت ألمانيا اليوم الخميس عن خطة إستراتيجية جديدة للتعامل مع نهج الصين، الذي يزداد "تشددًا"، وذلك بعد ثلاثة أشهر من نقاشات حامية حول مقاربة برلين تجاه أكبر شريك تجاري لها.

وكتب المستشار الألماني أولاف شولتس في تغريدة: "هدفنا ليس الانفصال عن (الصين)، لكننا نريد خفض الاعتماد الاقتصادي في المستقبل". 

وأوضح أن الإستراتيجية الجديدة تأتي ردًا على "الصين التي تغيرت وتبدي تشددًا متزايدًا".

"سياسة واقعية"

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: إن السياسة التي قالت الحكومة إنها ستكون ضمن مقاربة الاتحاد الأوروبي للتعامل مع الصين، تهدف إلى أن "تكون واقعية لكن ليس ساذجة".

وفيما دعت بيربوك، وهي من حزب الخضر، إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا حيال بكين والتركيز أكثر على حقوق الإنسان، ساند شولتس وهو من الحزب الاجتماعي الديموقراطي موقفًا أكثر ليونة.

وجاء في الوثيقة أن "الصين هي أكبر شريك تجاري منفرد لألمانيا، لكن في حين يتراجع اعتماد الصين على أوروبا باستمرار، ازداد اعتماد ألمانيا على الصين في السنوات الأخيرة".

وأكدت الحكومة أنها لا تعتزم "عرقلة التقدم الاقتصادي والتنموي في الصين"، لكن "في الوقت نفسه، هناك حاجة ماسة لخفض المخاطر".

وأشارت إلى أن برلين "تراقب بقلق كيف تسعى الصين للتأثير على النظام الدولي بما يتماشى مع مصالح نظام الحزب الواحد، وبالتالي التقليل من شأن أسس النظام الدولي القائم على القوانين مثل وضع حقوق الإنسان".

وكانت ألمانيا اتهمت الصين في أول إستراتيجية للأمن القومي كشفت عنها الشهر الماضي، بالعمل ضد المصالح الألمانية وتعريض الأمن الدولي "لضغط متزايد" والازدراء بحقوق الإنسان.

ورأت الوثيقة التي تقع في 76 صفحة أن الصين تحاول الوصول إلى أهداف سياسية عبر قوتها الاقتصادية، ولكنها تظل شريكًا لحل العديد من التحديات والأزمات الدولية.

وقالت بيربوك في حينه إن الأمن يعني عدم التجسس من قبل الصين عند الدردشة مع الأصدقاء والتلاعب من قبل الروبوتات الروسية في شبكات التواصل الاجتماعي.

إلى ذلك، تحدث تقرير أصدرته وكالة الاستخبارات الألمانية أيضًا عن الصين باعتبارها "أكبر تهديد بما يتصل بالتجسس الاقتصادي والعلمي والاستثمارات الأجنبية المباشرة في ألمانيا".

نهج يثير القلق

وأثار هذا النهج المتشدد قلق بكين، لكنه أثار أيضًا مخاوف في الصناعة الألمانية التي أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الصين.

وكانت الشركات الألمانية العملاقة مثل فولكسفاغن وسيمنز حدّدت في الأشهر الأخيرة إستراتيجيات نمو تعتمد بشكل كبير على السوق الصينية.

وبعدما شددت الولايات المتحدة سياساتها الاقتصادية ضد الصين، تتخوف بكين من أن يسير أكبر شريك لها في الاتحاد الأوروبي في الاتجاه نفسه، وأن يستخدم الحديث الظاهر عن "خفض المخاطر" لفصل نفسه تدريجيًا عن الاقتصاد الآسيوي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close