Skip to main content

اختفت لحسن الحظّ.. تعرّفوا على "أفظع" أدوات التعذيب وأكثرها ترويعًا

الثلاثاء 1 أغسطس 2023
استُخدِمت أفظع أدوات التعذيب وأكثرها ترويعًا في التاريخ لاستنزاف الإنسان نفسيًا وجسديًا وترهيبه بطرق لا تُصدق - غيتي

على مرّ التاريخ، استخدمت الأنظمة والممالك وسائل التعذيب لمعاقبة الأعداء والمتهمين بارتكاب الجرائم، كما أنهم استخدموا التعذيب كوسيلة لانتزاع الاعترافات أو المعلومات من أسرى الحروب.

ويبيّن المؤرخون كيف أن البشرية عاشت فتراتٍ من الوحشية والظلم لا سيما في العصور الوسطى، حيث كانت أدوات التعذيب تُعَدّ من أكثر الأساليب فظاعةً للتعامل مع المواطنين والمخالفين للأنظمة السياسية والدينية.

وسواء كانت هذه الأدوات مصنوعة من المعدن أو الخشب وغيرها، إلا أنها جميعها كانت تُستخدم لاستنزاف الإنسان نفسيًا وجسديًا وترهيبه بطرق لا تُصدق.

ومع مرور العصور، تطورت تلك الأدوات وتنوّعت، وشملت طرقًا متعددة لإحداث الألم والعذاب.

أفظع أدوات التعذيب وأكثرها ترويعًا في التاريخ

على مرّ التاريخ، تفاوتت أدوات التعذيب التي اعتمدتها الأنظمة، وتنوّعت بين حرق وتقطيع، ليصل بعضها حدّ التعذيب النفسي، فضلاً عن التعذيب بالجوع والعطش.

ولحسن الحظ، فقد اختفت هذه الأدوات الشنيعة في عصرنا الحالي، ولكن يبقى هذا التاريخ بمثابة تذكير بأهمية العدالة وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.

لذلك، سنأخذكم في رحلةٍ زمنيةٍ مؤلمةٍ، نستعرض فيها بعض أشهر وأعنف أدوات التعذيب عبر العصور.

1- الثور البرونزي

صورة توضيحية عن أداة "الثور البرونزي" – موقع "ميديوم"

"الثور النحاسي" أو "الثور البرونزي" هو من أكثر أدوات التعذيب والإعدام ترويعًا في تاريخ البشرية ويُنسب استخدامها إلى العصور القديمة، حيث يُعتقد أن هذه الأداة ربما استخدمت في بعض الحضارات القديمة لتعذيب الأسرى والمجرمين.

ووفق موقع "هستوري"، فإنّ الثور النحاسي هو جهاز تعذيب "أسطوري" قديم يُفترض أنه استخدم من قبل فالاريس وهو طاغية أغريجنتو الذي حكم جزءًا من صقلية في القرن السادس قبل الميلاد. 

أما مخترعه، فهو بحسب الحكاية التاريخية بريلوس في أثينا الذي اقترحه على فلاريس، بوصفه وسيلة جديدة لمعاقبة المجرمين. 

وكما يدل اسمه، يأخذ الثور النحاسي شكل ثور مصنوع من النحاس أو البرونز، ويتضمن فتحة من جهة واحدة فقط يتم إدخال المحكوم فيها ليصبح داخل جوف الثور.

وعندما يغلق الباب الخلفي، تبدأ رحلة العذاب الرهيب حيث تشتعل النار أسفل الثور، فيسخن النحاس ببطء ومع زيادة درجة الحرارة، يعلو صرير النحاس الذي يختلط بصرخات الضحية المعذَّب داخل الثور حيث يكون المكان ضيقًا لا يسمح له بالحركة أو الهروب.

وفي حين يعتقد أن أقدم استخدامات الثور النحاسي كان في اليونان القديمة مع انتقالها إلى الدولة الرومانية، إلا أن بعض الروايات التاريخية تدل على أنه استخدم بشكل واسع أيضًا في العصور الوسطى بأوروبا. 

 ومع مرور الوقت، تم تطوير هذه الأداة لتصبح أكثر تعقيدًا، بل أضيفت إليها أنابيب يُسمَع منها صراخ المُعذب تخرج وكأنها خوار ثور هائج، إلى جانب خروج دخان الحريق على أنف الثور.

أما اللافت في حكاية هذه الأداة، فهو الحديث عن أنه بعد صنع النحات بيرلوس للثور النحاسي أمر الحاكم فلاريس أن يوضع مصممها فيها.

وجاء في أحد أبيات الشاعر الروماني أوفيد: "وقضى فلاريس بأن يحشر بيريلوس في جوف الثور، ليكتوى بما صنعت يداه، فكان صانع الشؤم أول من اختبر صنيع يديه، بوزيريس وفالاريس، كلاهما عادل، فليس أكثر عدالة من قانون يقضي بموت من أملت عبقريته عليه صنع الموت".

2- الرف الخشبي

رسم يجسد طريقة عمل "الرف الخشبي" - غيتي

كان الرف الخشبي من الأدوات المرعبة التي استُخدمت في العصور الوسطى لتعذيب المعتقلين والمجرمين، في برج لندن، وهو قصر ملكي استخدم أيضًا بوصفه سجنًا.

ويُصنع الرف الخشبي من قطعتين من الخشب المتقاطعتين بزاوية قائمة، حيث يُوضع المعتقل بينهما ويُرفع الرف لأعلى باستخدام رافعة، ما يتسبب في تمدد جسم المعتقل بشكلٍ مؤلم.

فابتداءً من القرن الخامس عشر، استخدم الحراس العاملون في البرج الرف الخشبي من خلال سحب الحبال المقيدة بمعصمي الضحية وكاحليه. ويؤدى هذا إلى شد الجسم وخلع مفاصل الضحية.

أما طريقة التعذيب هذه، فيقال إنها استخدمت على المشتبه في ارتكابهم الخيانة، والبدع الدينية، في محاولة لحملهم على الاعتراف بأعمالهم والكشف عن أسماء "المتآمرين" الآخرين. 

وكانت الكاتبة البروتستانتية آن أسكو من ضحايا هذه الأداة، ففي عام 1546، عذبها الحراس بواسطة الرف الخشبي طالبين منها تسمية من تعرفهم من أتباع البروتستانت. 

وبعدما رفضت، أصدر المسؤولون أمرًا بإحراقها ولأن التعذيب جعلها غير قادرة على المشي، اضطروا إلى حملها لإعدامها.

3- لولب الإبهام

أداة لولب الإبهام - غيتي

اشتهر جهاز تعذيب آخر في أوروبا خلال العصور الوسطى وحتى العصر الحديث، بين 1450 و1750، يعمل على سحق أصابع أو إبهام الشخص، وهو "لولب الإبهام" أو Thumbscrew.

فعلى غرار الرف الخشبي، استخدم الجلادون المسمار اللولبي كوسيلة للعقاب، ويعد واحدًا من أقسى أدوات التعذيب التي استُخدمت عبر التاريخ لتعذيب المعتقلين والمجرمين. 

ويتكون جهاز الضغط هذا، من مقبض فيه فتحتان تُشكِّلان حلقة، يتم وضع إبهام الضحية فيها وإحكام ربطها للحفاظ على استقامتها.

وعندما يكون الإبهام محكمًا، يتم استخدام آلية تدوير أو تقليب الجزء العلوي المسطح، ما يتسبب في ضغط قوي على إبهام المعتقل أو الضحية. وتزداد شدة الألم عند دوران الآلية ما يسبب ضغطًا قويًا على العظم والأنسجة.

واستخدم لولب الإبهام لاستخراج الاعترافات من المعتقلين، وتم تطويرها مرارًا عبر العصور، حيث استخدمت في التحقيقات القسرية والمحاكمات الجائرة.

4- العذراء الحديدية

رسم يجسد "العذارء الحديدية" - غيتي

أما العذراء الحديدية أو البكر الحديدية، فهو أداة تعذيب أسطورية ينسبها الأوروبيون في القرن التاسع عشر إلى الأوروبيين في العصور الوسطى، وتأخذ شكل تابوت حديدي مطوّل مع مسامير من الداخل يسع جسد إنسانٍ بالغ. 

 وفي بعض هذه الأدوات، يوجد ثقب صغير يستخدم لاستجواب الضحية أو قتله مباشرة عن طريق ثقب الجسم بأداة حادة في حين يضطر الضحية للبقاء واقفًا. 

وبشكل عام، صممت العذراء الحديدية لتغز المسامير والسكاكين في جسد الضحية عند فتح وإغلاق الباب، في حين لا يعمد الجلاد إلى إغلاق الباب بإحكام كي لا تتسبب الطعنات بموت المحكوم مباشرة إن لم يكن يريد ذلك على الفور.

5- إجاصة الألم

أداة إجاصة الألم - غيتي

أما "إجاصة الألم" أو "الكمثرى الخانقة"، فهو الاسم المستخدم لنوع من آلات التعذيب التي اشتهرت أيضًا في العصور الوسطى.

وكما يدل اسمها، تتألف من جسم معدني على شكل إجاصة مقسمة إلى شرائح تكون مغلقة حين يتم إدخالها في فم الضحية ثم يتم توسيعها عن طريق لف المسمار الموجود في رأسها، ما يتسبب في ألم شديد. 

ويعتقد العديد من المؤرخين أن جهاز التعذيب الوحشي هذا، قد استخدم لعدة قرون لانتزاع الاعترافات من الموقوفين، أو معاقبة المتهمين على كلام ما صدر منهم.

 ووفق موقع "كاستروم تو كاستل"، تم استخدام أداة Pear of Anguish بشكل أساسي على النساء المتهمات بممارسة السحر والهرطقات، كما كان جهازًا مؤلمًا للغاية لمعاقبة النساء المتهمات بالتسبب في الإجهاض عن عمد، أو الزانيات.

المصادر:
ترجمات
شارك القصة