السبت 16 نوفمبر / November 2024

مؤتمر روما للهجرة.. التدابير الملموسة تغيب وسط الحديث عن مقاربة أمنية

مؤتمر روما للهجرة.. التدابير الملموسة تغيب وسط الحديث عن مقاربة أمنية

شارك القصة

فقرة من برنامج "صباح جديد" تناقش مخرجات مؤتمر روما لبحث الهجرة عبر المتوسط (الصورة: غيتي)
ازدادت ظاهرة الهجرة غير النظامية لتتزايد معها معدلات الموت، حيث تقول المنظمة الدولية للهجرة إن نحو ألفي شخص لقوا حتفهم غرقًا في المتوسط،.

خسر الكثير من المهاجرين غير النظاميين حياتهم خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، هربًا من ظروف بلدانهم.

ففي قصص مأساوية، وظروف لا تزال تبعث على القلق، تحول الحلم مع الوقت إلى مقبرة، لمن حاولوا العبور.

وفي السنوات الأخيرة، ازدادت ظاهرة الهجرة غير النظامية لتتزايد معها معدلات الموت، حيث تقول المنظمة الدولية للهجرة إن نحو ألفي شخص لقوا حتفهم غرقًا في المتوسط، وهم يحاولون الوصول إلى الشواطئ الأوروبية.

خسر الكثير من المهاجرين غير النظاميين حياتهم خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط
خسر الكثير من المهاجرين غير النظاميين حياتهم خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط - غيتي

وبحسب المنظمة، فإن إجمالي المهاجرين الذين وصلوا عن طريق المتوسط إلى أوروبا هذا العام كان أكثر من 82 ألف مهاجر.

وبالنظر إلى نقاط العبور والانطلاق، تعد تونس وليبيا نقطتي الانطلاق الرئيسيتين لزوارق الهجرة، في الوقت الذي تشكل فيه إيطاليا واليونان نقاط الوصول الرئيسية.

وتعد إيطاليا إحدى الدول المستهدفة من قبل المهاجرين، إذ شهدت زيادة كبيرة في عدد المهاجرين هذا العام وصل إلى 60 ألفًا حتى الآن، مقارنة بالعام الماضي الذي كان فيه عدد الواصلين إلى 27 ألف مهاجر.

مؤتمر روما للهجرة

في غضون ذلك، حددت قمة لقادة دول حوض البحر المتوسط عقدتها الأحد في روما رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الخطوط العريضة لصندوق تمويل للمشاريع الاستثمارية، ومراقبة الحدود بهدف التنظيم المعزز لعمليات تدفق المهاجرين على المدى المتوسط.

واستضافت ميلوني الأحد في العاصمة الإيطالية، قادة دول حوض البحر المتوسط بهدف تعميم أساليب تعاون جديدة بين البلدان التي ينطلق منها المهاجرون والبلدان المُضيفة، على غرار الاتفاق النموذجي الموقّع بين الاتحاد الأوروبي وتونس بهدف الحد من وصول المهاجرين إلى القارة.

وفي ختام محادثات استمرت ساعات، أعلنت رئيسة الوزراء اليمينية المتطرفة إنشاء صندوق سيتم تمويله في مؤتمر أول للجهات المانحة لم يحدد موعده بعد، في مبادرة سبق أن ساهمت فيها الإمارات بمئة مليون يورو.

وفي حين لم يرشح عن المؤتمر أي تدبير ملموس آخر، اعتبرت ميلوني أن الخطوة تعد "بداية عمل طويل الأمد"، مع إطلاق "عملية روما" التي حدّدت أولوياتها.

وأوضحت ميلوني أن أولويات العملية تشمل "محاربة الهجرة غير النظامية، وإدارة تدفقات الهجرة القانونية، ودعم اللاجئين، وخصوصًا التعاون الواسع النطاق لدعم تنمية إفريقيا وخصوصًا بلدان المغادرة (المهاجرين)، إذ بدونها سيبقى أي عمل غير كاف".

وحضر المؤتمر قادة من المنطقة والاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية الدولية، ومن بينهم الرئيس التونسي قيس سعيد، والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ورئيس مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.

مقاربة أمنية في مخرجات مؤتمر روما

وفي هذا الإطار، يرى الباحث الاجتماعي والناشط في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، خالد طبّابي، أن هناك مقاربة أمنية في مخرجات مؤتمر روما أكثر منها تنموية، لأن الشعارات والعناوين والمفردات الكبرى التي رفعت جاءت كغيرها في العديد من المؤتمرات السابقة التي سعت لمكافحة الهجرة غير النظامية.

وفي حديث إلى "العربي" من تونس، يضيف طبّابي أن السلطة السياسية الإيطالية جورجيا ميلوني تبحث عن تحقيق شرعيتها المجتمعية، لأنها تعهدت في حملتها الانتخابية بوقف تدفق المهاجرين.

ويردف أن وصول 82 ألف مهاجر إلى أوروبا لا يعني شيئًا أمام استقبال القارة العجوز 3 ملايين أوكراني في إطار الحرب الروسية، مشيرًا إلى أن هناك استراتيجيات شعبوية يمينية.

ويشير طبّابي إلى أن هناك نقاط التقاء وتقاطع اليوم ما بين ميلوني والرئيس قيس سعيد، حيث أن كلاهما يعمل على إنتاج عقلية تكره وتنبذ المهاجرين.

ويخلص طبّابي إلى أن المؤتمر لم يطرح بشكل مباشر وديمقراطي مسألة التنقل الآمن ما بين دول الشمال ودول الجنوب، مشيرًا إلى أن المسؤولين يخاطبون اليوم العواطف بدل العقول من أجل المحافظة على الديناميكية الشعبية والمجتمعية في إطار الحملات الانتخابية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close