أُعيد فتح الحدود البرّية والجوّية للنيجر مع خمس دول حدوديّة، بعد نحو أسبوع على إغلاقها في أعقاب انقلاب أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم.
وقال أحد العسكريّين الانقلابيّين أمس الثلاثاء عبر التلفزيون الوطني إن الحدود "أُعيد فتحها مع الجزائر وبوركينا فاسو وليبيا ومالي وتشاد اعتبارًا من اليوم".
إجلاء فرنسيين من النيجر
وجاء هذا الإعلان بعد ساعات قليلة على عمليّة هي الأولى نفّذتها فرنسا لإجلاء مواطنيها من البلاد.
وهبطت أوّل طائرة فرنسيّة تقلّ 262 شخصًا تم إجلاؤهم من النيجر، في مطار رواسي شارل ديغول ليل الثلاثاء الأربعاء، على ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر في المطار.
كما نقلت عن وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة كاترين كولونا أنّ "ثمّة 262 شخصًا على متن الطائرة، وهي من طراز إيرباص إيه 330، بينهم عشرات الأطفال"، موضحةً أنّ "جميع الركّاب تقريبًا مواطنون".
وأشارت باريس إلى أنّ قرارها هذا مردّه أعمال العنف ضدّ سفارتها الأحد خلال تظاهرة مُعادية لفرنسا، وكذلك بسبب "إغلاق المجال الجوّي الذي يترك مواطنيها من دون إمكانيّة مغادرة البلاد بوسائلهم الخاصّة".
ويأتي قرار إعادة فتح الحدود مع خمس دول مجاورة قبل أيّام قليلة من انتهاء مُهلة نهائيّة لاستعادة النظام الدستوري في النيجر، أعطتها الأحد المجموعة الاقتصاديّة لدول غرب إفريقيا (إيكواس) التي لم تستبعد أيضًا استخدام "القوّة" إذا لم يجرِ احترام هذه المهلة.
الأزمة السياسية في #النيجر تزداد تعقيدا في ظل التهديدات المتواصلة بمحاولة التدخل العسكري تقرير: فاتن اللامي pic.twitter.com/Mps74PyPPc
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 1, 2023
لكن بعد دخول دول قريبة وبعيدة على خط الأزمة معارضةً الانقلاب، دخلت دول أخرى وأعلنت دعمها للمجلس العسكري في النيجر.
وقد سجلت هذا الموقف الجديد كل من مالي وبوركينا فاسو اللتين صعّدتا من ثقل تصريحاتهما، مؤكدتين من جانب دعمهما الصريح للانقلابيين وملوّحتين في جانب آخر بالتدخل العسكري في حال إرسال أي قوات غربية، بحسب بيان عسكري نقله التلفزيون المالي.
"فرنسا لن تشارك في تدخل عسكري"
ويرى الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية دومينيك ترانكون، أن المشكلة في الوقت الحالي هي بين الشعب النيجري ومنظمة "إيكواس"، لافتًا إلى موقف فرنسا من قرار هذه المنظمة دعمًا للحكومة المنتخبة في النيجر.
وفيما يوضح في إطلالته عبر "العربي" من باريس، أن قرار التدخل العسكري رهن هذه المنظمة، ينفي وجود قرار حتى الساعة بهذا الشأن، مؤكدًا أنه في حال وجوده لن يشارك الجيش الفرنسي، ففرنسا ليست عضوًا في "إيكواس".
إلى ذلك، يشير ترانكون إلى أن القوات الفرنسية موجودة في النيجر بناء على طلب الحكومة المنتخبة فيها، وإذا كانت النيجر لا تريد تلك القوات فهي لن تبقى هناك. ويردف: "فرنسا لا تريد أن تبقى ولكن تريد أن تقدم المساعدة".
ويتوقف عند تنظيم باريس عمليات الإجلاء للأوروبيين، قائلًا: نحن لا ندري إن كانت الطغمة العسكرية الحالية ستكون قادرة على الحفاظ على السلام داخل العاصمة.