السبت 5 أكتوبر / October 2024

موت ورعب وجوع.. السوادنيون يعيشون وضعًا إنسانيًا كارثيًا

موت ورعب وجوع.. السوادنيون يعيشون وضعًا إنسانيًا كارثيًا

شارك القصة

نافذة على "العربي" تسلط الضوء على الواقع الإنساني في السودان في ظل الاقتتال القائم (الصورة: غيتي)
يعيش السودانيون بسبب الحرب كارثة إنسانية، ويواجهون جرائم حرب وقتلًا متعمدًا وأعمال نهب وانعدامًا للأمن الغذائي.

في سياق صراع محتدم على السلطة، باتت أحلام السودانيين وآمالهم في مهب الريح. فالاقتتال الدائر بلا هوادة بين الجيش وقوات الدعم السريع أطلق يد الموت في بلادهم.

وأعلنت منظمة العفو الدولية في تقرير بعنوان "الموت يطرق أبوابنا"، أن "السودانيين في جميع أنحاء البلاد يعيشون رعبًا يفوق التصوّر". وفي العاصمة السودانية وغربي دارفور على وجه التحديد، تتفشى جرائم الحرب والقتل المتعمد والعشوائي.

كما سلط تقرير المنظمة الضوء على اغتصابات وعنف جنسي تتعرض له عشرات النساء والفتيات بعضهن لم تتجاوز أعمارهن الـ12 عامًا، ناهيك عن عمليات سلب ونهب ممنهج لم تسلم منه المستشفيات ولا المرافق الصحية.

ودفع كل ذلك منظمة العفو إلى دعوة مجلس الأمن الدولي إلى توسيع نطاق حظر الأسلحة المطبق في دارفور حاليًا ليشمل باقي مناطق السودان، والمطالبة بإنشاء آلية محاسبة ومساءلة لمرتكبي جرائم الحرب هناك.

كارثة تحيط بالسودانيين 

من جهتها، رسمت الأمم المتحدة أيضًا صورة قاتمة مماثلة عن الوضع الإنساني، وحذّرت من مغبة استمرار الصراع وتداعياته على المدنيين.

وقالت: "إن كارثة محتمة تحيط بالسودانيين، وإن ما لا يقل عن 42% منهم يعانون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي".

وأتى الاحتراب الجاري لأكثر من 100 يوم على البلاد ومقدراتها، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 3900 شخص فضلًا عن نحو 4 ملايين نازح ولاجئ وفق إحصاءات الأمم المتحدة.

وأمام ذلك كله، لم يستجب طرفا الصراع لدعوات التهدئة، بل على العكس من ذلك، لا يزالان يتحاربان على المزيد من المكاسب غير آبهين بما حلّ وسيحلّ ببلادهما. 

حالات الطوارئ القصوى

وقد قام برنامج الغذاء العالمي بتفعيل أعلى مستوى من حالات الطوارئ في السودان بهدف الوصول إلى نحو 5 ملايين شخص بالمساعدات الغذائية الطارئة.

وقالت الأمم المتحدة: إن أكثر من 20 مليون سوداني على حافة المجاعة، بينما أوضحت منظمة الفاو أن أكثر من 42% من السودانيين يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي.

وبحسب التقارير الأممية، فإن أكثر من نصف سكان العاصمة الخرطوم وجنوب وغرب كردفان ووسط وغرب دارفور يعانون من الجوع الحاد بشكل مباشر. وتقارب هذه النسبة الـ6.5 مليون سوداني. 

وأمام هذا المشهد، دعت "الفاو" للتدخل العاجل لدعم أكثر من مليون مزارع في السودان لإنتاج ما يكفي من الغذاء هذا الموسم. 

وضع كارثي

ويشير رئيس مكتب حقوق الإنسان برابطة المحامين بالمملكة المتحدة هشام أبو ريدة إلى أن الوضع الإنساني في السودان "كارثي"، مؤكدًا أنه لا بد للمجتمع الدولي أن يتدخل لوقف هذه الكارثة. 

ولفت في حديث إلى "العربي" من لندن إلى أن اتفاقية جنيف الرابعة التي وقعت عليها أكثر من 190 دولة في عام 1949 تحدثت عن التعاون مع المدنيين أثناء الحروب وحددت كيفية التعامل معهم في هذه الأوضاع. 

واعتبر أبو ريدة أن المجتمع الدولي تعامل مع الحرب في السودان دون المستوى التي يتم التعامل به مع الدول الأخرى التي شهدت حروبًا.  

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close