بعد منح الوكالة الدولية للطاقة الذرية الضوء الأخضر لليابان لتصريف المياه المعالجة من محطة فوكوشيما النووية، تخطط طوكيو لبدء العملية من المحطة التي دمرتها أمواج مد بحري عاتية "تسونامي" في المحيط في أواخر الشهر الجاري.
وأشارت صحيفة أساهي شيمبون اليابانية، اليوم الإثنين نقلًا عن مصادر حكومية، إلى أن تصريف المياه سيتم على الأرجح بعد وقت قصير من لقاء رئيس الوزراء فوميو كيشيدا مع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، إذ سيوضح لهما كيف سيكون إطلاق المياه آمنًا.
انفراجة للصيد
إلا أن اليابان لم تحدد موعد بدء العملية رسميًا، بحسب تصريح لهيروكازو ماتسونو كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني.
ومنحت الجهة المنظمة للطاقة النووية في اليابان الشهر الماضي، الموافقة لشركة طوكيو إلكتريك باور للبدء في تصريف المياه، التي تقول اليابان والوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها آمنة، لكن الدول المجاورة تخشى أن تلوث الغذاء.
وبحسب الصحيفة فإنه من المقرر أن يبدأ الصيد بالشباك الجرافة في قاع البحر في فوكوشيما بشمال شرق طوكيو في سبتمبر/ أيلول القادم، وتهدف الحكومة إلى بدء تصريف المياه قبل بدء موسم الصيد.
وقبل شهر، نددت كوريا الشمالية، بما سمته "التصرف غير المنطقي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يدعم ويسهل بشكل فاعل مشروع اليابان لتصريف المياه الملوثة جراء النووي، وهو أمر لا يمكن تصوّره".
وحذّرت من أن تصريف المياه المعالجة سيكون له "أثر سلبي على الحياة البشرية، الأمن والبيئة الإيكولوجية".
معارضة محلية
وتقضي خطة اليابان بالتخلص من حوالى 1,33 مليون طن من المياه الملوثة المخزنة في موقع المحطة الذي سيبلغ حده الأقصى قريبًا، بتصريفها في المحيط بعد معالجتها وتخفيف كثافتها.
وكانت المحطة أصيبت بأضرار جسيمة بعد زلزال عنيف تلاه تسونامي سببّا حادثًا نوويًا في 11 مارس/ آذار 2011.
وأثار الإجراء الذي وافقت عليه الوكالة التابعة للأمم المتحدة، ومن المقرر أن يبدأ تنفيذه هذا الصيف، حالة من الذعر بسبب مخاوف من أن تتسبب المياه بتلوث المحيط وكذلك الملح المستخرج من مياه البحر.
هل تسبب "مياه فوكوشيما" أزمة بين #اليابان و #الصين؟ pic.twitter.com/7IyVwEomBN
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 14, 2021
ولقي المشروع معارضة محلية وإقليمية. فمنعت الصين استيراد بعض المنتجات الغذائية، بينما شهدت كوريا الجنوبية تظاهرات احتجاجية السبت على هامش زيارة يقوم بها مدير الوكالة الذرية الدولية رافايل غروسي إلى سول.
كما يجري نواب من المعارضة الكورية الجنوبية تحركات احتجاجية ضد خطة تصريف مياه فوكوشيما، بلغت حد الإضراب عن الطعام.
إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت خلال زيارة لرئيسها إلى اليابان الشهر الماضي إن المشروع "يفي بمعايير السلامة الدولية" وسيكون له "تأثير إشعاعي ضئيل على السكان والبيئة".