الجمعة 13 Sep / September 2024

جدل تصريف مياه محطة فوكوشيما.. غروسي يعقد مباحثات في كوريا الجنوبية

جدل تصريف مياه محطة فوكوشيما.. غروسي يعقد مباحثات في كوريا الجنوبية

شارك القصة

تقرير أرشيفي يرصد الاحتفال بالذكرى العاشرة لكارثة فوكوشيما في اليابان (الصورة: رويترز)
أعلنت الجمارك الصينية أمس الجمعة أنها ستمنع استيراد المواد الغذائية من عشر مناطق يابانية بعد خطة طوكيو.

التقى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم السبت، وزير الخارجية الكوري الجنوبي، في إطار زيارة لثلاثة أيام شهدت احتجاجات على خطة اليابان لتصريف المياه المعالجة من محطة فوكوشيما النووية.

ووصل رافايل غروسي إلى العاصمة سول أمس الجمعة، بعد زيارة إلى اليابان وافقت خلالها الوكالة على خطة الحكومة اليابانية للبدء قريبًا بصرف نحو 1,33 مليون طنّ من المياه الملوثة المخزنة.

تصريف مياه محطة فوكوشيما النووية

وأثار الإجراء الذي وافقت عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية حالة من الذعر؛ بسبب مخاوف من أن تتسبب المياه الناجمة من فوكوشيما بتلويث المحيط وكذلك الملح المستخرج من مياه البحر.

وكانت المحطة أصيبت بأضرار جسيمة بعد زلزال عنيف  بلغت قوته 9.0 درجات، تلاه تسونامي تسببا بحادث نووي في 11 آذار/مارس 2011، حيث دمّر أنظمة الإمداد بالطاقة والتبريد للمحطة، مما تسبب في ذوبان المفاعلات الثلاث، وإطلاق كميات كبيرة من الإشعاع. تسرّبت المياه المستخدمة في تبريد قلب المفاعلات إلى أقبية مباني المفاعل واختلطت بمياه الأمطار والمياه الجوفية.

وتقوم خطة الحكومة اليابانية على التخلص من حوالى 1,33 مليون طن من المياه الملوثة المخزنة في موقع المحطة والذي سيبلغ حده الأقصى قريبًا، بإلقائها في المحيط بعد معالجتها وتخفيف كثافتها، لكن الخطة قوبلت بمعارضة محلية وإقليمية.

وأكد غروسي، في مقابلة مع وكالة يونهاب أنه "لم يكن هناك خلاف" بين الخبراء المشاركين في المراجعة التي منحت الضوء الأخضر للمشروع.

وأضاف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "هذا التقرير النهائي الشامل (...) لم يأتني أي خبير ليقول لي إنه يختلف مع مضمونه" وأردف قائلًا: "كانت عملية شاملة للغاية".

ولكن هذا لم يكن كافيًا لثني مئات من المتظاهرين الذين ساروا، اليوم السبت وسط سول منددين بمراجعة الوكالة الدولية ومعتبرين أنها "غير كافية"، في وقت التقى غروسي وزير الخارجية بارك جين.

ورفع المتظاهرون لافتات انتقدت خطة اليابان والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكتب على إحداها "الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست مؤهلة للتحقق من المعايير البيئية".

ولا يزال القلق الشعبي بشأن الخطة في كوريا الجنوبية مرتفعًا، حتى أن بعض نواب المعارضة بدأوا إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على ذلك.

ومن المقرر أن يلتقي غروسي نواب المعارضة يوم غد الأحد في البرلمان.

أزالت طوكيو الجمعة آخر عقبة في طريق خطة تصريف المياه المعالجة من محطة فوكوشيما النووية، بينما أعلنت الصين أنها ستحظر استيراد مواد غذائية من عدد من المناطق اليابانية لهذا السبب.

تأثير "لا يذكر" على كوريا الجنوبية

في غضون ذلك، أكدت سول أن خطة اليابان لتصريف المياه من محطة فوكوشيما في المحيط سيكون لها تأثير "لا يذكر" على كوريا الجنوبية، في محاولة لتهدئة قلق السكان المتنامي.

وأمس الجمعة، قالت الهيئة الناظمة للنووي في اليابان إن المعدات والمنشآت لتصريف المياه اجتازت فحوصها بنجاح.

وأمضت الحكومة اليابانية شهورًا في محاولة لكسب الرأي العام في الداخل والخارج، ونظمت جولات لباحثين في المحطة وأجرت تجارب بُثّت بشكل مباشر للحفاظ على الحياة البحرية في المياه المعالجة.

لكن لا جهود اليابان ولا دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أقنعت بكين التي اتهمت اليابان بالتعامل مع المحيط الهادئ على أنه "قناة مجاري".

خطوة صينية

وأمام ذلك، أعلنت الجمارك الصينية أمس الجمعة أنها ستمنع استيراد المواد الغذائية من عشر مناطق يابانية بعد خطة طوكيو، وأنها ستجري اختبارات إشعاعية صارمة على المواد الغذائية من بقية أنحاء اليابان.

وقالت في بيان نُشر على منصة "ويتشات" للمراسلة: إن "الجمارك الصينية ستبقي على مستوى عال من اليقظة"، من دون أن تكشف لائحة المناطق اليابانية التي سيطالها الحظر.

ويفترض أن يبدأ التخلص من المياه خلال الصيف الجاري، لكن بعض دول المنطقة بينها الصين تعارض الخطة، وكذلك عدد من سكان فوكوشيما ولا سيما صيادي السمك الذين يخشون أن يتجنب زبائنهم شراء منتجاتهم.

وتجمع نحو 1,33 مليون متر مكعب من المياه الجوفية ومياه الأمطار والمياه المستخدمة للتبريد في موقع فوكوشيما الذي تم تفكيكه بعد انهيار عدد من المفاعلات في أعقاب كارثة 2011.

وتعالج شركة كهرباء اليابان (تيبكو) المشغلة للمحطة، المياه باستخدام نظام لإزالة العناصر المشعة بالكامل تقريبًا باستثناء التريتيوم، وتنوي تمديدها قبل صبها في المحيط على مدى عقود.

وقالت الصين الجمعة: إن اليابان "ما زالت تواجه عددا من المشاكل بشأن شرعية إلقاء المياه في المحيط ومدى صلاحية معدات التنقية واكتمال خطة المراقبة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close